من أجل تعليم شامل للمتعلمين ذوي اضطراب طيف التوحد

الكاتبة: منية القالي – عضو شبكة تمكين التعليم (مجتمع اللغة العربية)

يلعب التثقيف ورفع الوعي  دورا محوريا بخصوص الدمج التعليمي للأطفال ذوي الاعاقة  و في إطار نشر ثقافة التعليم الشامل للجميع و رغبة في تمكين هذه الفئة من الوصول إلى حقها في التعليم الجيد والنوعي، و من أجل التعريف باضطراب طيف التوحد، قمنا في مجلس العالم الإسلامي للإعاقة والتأهيل بإصدار دليل إرشادي للأسر و كذلك المعلمين. سيساعد هذا الدليل المعلمين على التعرف على هذا الاضطراب وخصائص الطفل ذ اضطراب طيف التوحد وكيف يمكن أن يؤثر هذا الاضطراب على التعلم بالمدرسة وعلى الأسرة كذلك. إضافة إلى أهم الاستراتيجيات و السبل و الطرق المثبَتة نجاعتُها علميا لتربية طفل مصاب بالتوحد، و تأهيله إضافة إلى ما يجب تفاديه من أجل هذا التأهيل قصد الحد من الآثار السلبية على نمو الطفل و على دمجه في المدرسة و المجتمع كذلك.

من بين ما تطرق له هذا الدليل إضافة للتعريف باضطراب طيف التوحد، أهم الأعراض المرتبطة بالتواصل و التفاعل الاجتماعي إضافة إلى الأعراض التي يمكن ملاحظتها من طرف الأسرة وكذلك المعلمين بالنسبة للسلوكيات و الاهتمامات المتكررة و النمطية و أمثلة من هذه الأعراض، دون إغفال خصائص الطفل التوحدي الحسية و المعرفية والتي تؤثر على أدائه المدرسي وعملية تعلمه  . فتكون بذلك القدرة على الاندماج الاجتماعي والأكاديمي محدودة بسبب الصعوبات التي يواجهها ذوي اضطراب طيف التوحد في التعلم والممارسات اليومية الاعتيادية. من بين هذه الصعوبات، صعوبة في التنظيم والتخطيط للأعمال والتحركات؛ في التكيف و عدم المرونة من أجل التغيير، صعوبة كذلك في التحكم بالتسلسل منطقي، في وضع تصور مفاهيمي أو التحديد المفاهيمي و صعوبة في التعميم.

كما تطرق الدليل للاضطرابات السلوكية التي تعيق التعلم مما يؤدي لعدم قبول الطفل بالمؤسسات و المدارس خصوصا إذا لم يكن المعلمون متمكنين من طرق التأهيل والتدخل من أجل تعديل سلوك الطفل. دون إغفال أن اختلاف الطفل التوحدي يحتاج إلى فريق تربوي متخصص و تكييف للبرامج و للبيئة المستقبلة ، و قد يستدعي تمدرسه مُرافِقَة الحياة المدرسية التي تساعده على التعلم والتأقلم داخل الوسط المدرسي.

لكننا عندما نتحدث عن اهمية وصول  هؤلاء الاطفال و كل ذوي الإعاقة  للتعليم الجامع فهذا  في حد ذاته إشارة لأهمية وضرورة التعليم الجامع لجميع المتعلمين ، بما فيهم الأطفال ذوي الإعاقة. على اعتبار أنهم يجب أن يتمتعوا بحقهم في التربية و التعليم. و أهم ما يجب الاهتمام به لضمان هذا الحق مع ضمان كييف البيئة المستقبلة للطفل ذي الإعاقة، البرامج، الوسائل، الطرق و أساليب التدريس. إضافة إلى تكييف التقييم و وسائله. و كل هذا يهدف الي تمكين الطفل ذو الإعاقة من تجاوز الصعوبات التي تعيق تعليمه  و تربيته. إن ضمان هذا الحق يستلزم كذلك قبول الأطفال ذوي الإعاقة من طرف زملائهم ومعلميهم و من مجتمعاتهم كذلك. و أهم المبادئ الخاصة بالتعليم الجامع: 

  • ضرورة اعتبار أن لكل طفل قيمته بغض النظر عن خصوصيته و قدراته.
  • من أجل مردودية جيدة و تقبل بالمدرسة، يجب ربط علاقات جيدة مع الزملاء و المعلمين و قبولهم الاختلاف.
  • ضرورة الدمج مع زملاء الفصل و العمل المشترك معهم  والتفاعل بينهم مما يهيء لدمجهم بالمجتمع.

كل هذا سيساهم في ضمان الحق في تعليم جامع لا يستثني أحدا من الحق في التربية والتعليم، مع التأكيد على ضرورة توفير معلمين مؤهلين لتدريس الأطفال ذوي الإعاقة إضافة إلى فريق من ذوي الاختصاص و المعالجين لتتبع هؤلاء الأطفال لأنهم غالبا يحتاجون إلى مساعدة خاصة  وفق خطة فردية. 

 الآراء الواردة أدناه تعبر عن رأي الكاتبة ولا تعكس بالضرورة وجهة نظر شبكة تمكين التعليم.

Leave a Reply