قبول التنوّع

مجموعات أدوات تتيح تهيئة بيئات جامعة صديقة للتعلم

قبول التنوع مجموعة أدوات تتيح تهيئة بيئات جامعة صديقة للتعلم الكتيب المتخصص 3 تعليم الأطفال ذوي الاعاقة في الأطر الجامعية

يشكل تعليم الأطفال ذوي الإعاقات والأطفال في ظروف صعبة، تحدياً رئيسياً لتحقيق أهداف التعليمُ للجميع، التي اعتمدت في المنتدى العالمي للجميع في داكار/السنغال في ابريل من العام 2000، والتي أكّدت أن التعلم حق من حقوق الإنسان الأساسية. وتأمين الحق في التعليم، يشكل إحدى ركائز رسالة اليونسكو، ويجب أن يقترن الحق في التعليم بضرورة أن يكون التعليم جيد النوعية للجميع. تستحوذ قضية التمييز وعدم تكافؤ الفرص التعليمية، وخصوصاً للفئات المهمشة، والأطفال ذوي الإعاقات، والأطفال اللاجئين، اهتمامات المسؤولين والمربين في دول العالم، نظراً لتأثيرها المباشر على توفير مبدأ الإتاحة والجودة في التعليم للجميع. ولردم هذه الفجوة، لا بد من توعية المعلمين بأهمية ومبادئ التعليم الجامع (Inclusive Education) والمهارات اللازمة لتطبيقها. ومن الأهمية بمكان، أن يتم توفير الأدلة والأدوات العملية التي تمكن المعلمين المسؤولين التربويين من بناء قدراتهم في هذا الاتجاه، وضمان تعليم جيد النوعية، وبيئة تعلمية صديقة للتعلم ومدرسة مرحبة لجميع الأطفال، مهما كانت حالتهم الاجتماعية والجسمية. ومن هنا، قام مكتب اليونسكو الإقليمي – بيروت بترجمة وتعريب مجموعة الأدلة التي أنتجها مكتب اليونسكو الإقليمي للتربية في آسيا والمحيط الهادي- بانكوك. وتقدم الأدلة المعنونة «قبول التنوع: مجموعة أدلة تتيح تهيئة بيئات جامعة صديقة للتعلم»، أدوات عملية وارشادات لجعل المدارس والصفوف الدراسية جامعة وصديقة للتعلم ومراعية للفروق الاجتماعية والجندرية والجسمية بين الأطفال. وهذا الدليل الذي بين أيدينا، هو واحد من الأدلة التسعة التي أُنتجت، والتي تهدف في مجموعها، إلى مساعدة المعلمين ومدراء المدارس والمسؤولين التربويين، لتهيئة بيئة تعليمية جامعة وصديقة للتعلم، من خلال تقديم مجموعة متنوعة من الطرق والأمثلة والأدوات والنصائح والإرشادات التي تعين المعلم على أداء مهامه وإدارة الصف وتهيئة بيئة تعليمية ملائمة للجميع.

التعليم الشامل للجميع: الجميع بلا استثناء (التقرير العالمي لرصد التعليم 2020)

المصدر: منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)

يذكّرنا التقرير العالمي لرصد التعليم لهذا العام بأن أنظمة التعليم شاملة بقدر ما يجعلها واضعوها كذلك، وأن هكذا أنظمة وسياقاتها قادرة على استحداث الحرمان. فالحرمان يكون واقعا متى كانت احتياجات الناس لا تُراعى.
ينصّ التعليم الشامل على ضمان أن يشعر كل متعلّم بقيمته وبالاحترام، وأن يتمتّع بشعور واضح بالانتماء. غير أن الكثير من العقبات تقف في طريق هذا النموذج الأمثل. فالتمييز والقوالب النمطية والعزل تقصي أشخاصا كثر. وآليات الإقصاء هذه هي نفسها أساسا،ً بغضّ النظر عن نوع الجنس، والموقع، والثروة، والإعاقة، والانتماء الإثني، واللغة، والهجرة، والنزوح، والميل الجنسي، والسجن، والدين، وغير ذلك من المعتقدات والمواقف.


ويذكّرنا التقرير بأوجه انعدام المساواة المستمرّة والمثيرة للقلق في مجال التعليم، بما في ذلك لجهة ضمان وصول الجميع الى التعليم الذي ينبغي أن يكون أساس الشمول. ولكن مقاربة الشمول “الجميع بلا استثناء” تعني أيضاً إسقاط أي علامات وصم تُلصق بالأطفال. ويفضي اعتماد مقاربات التعلّم بسبب هذه العلامات إلى الحدّ من إمكاناتها، عبر تجاهل الفوائد التي يمكن أن تأتي بها مقاربات التعلّم المتنوّعة لجميع الأطفال.

للاطلاع وتحميل التقرير

من أجل تعليم شامل للمتعلمين ذوي اضطراب طيف التوحد

الكاتبة: منية القالي – عضو شبكة تمكين التعليم (مجتمع اللغة العربية)

يلعب التثقيف ورفع الوعي  دورا محوريا بخصوص الدمج التعليمي للأطفال ذوي الاعاقة  و في إطار نشر ثقافة التعليم الشامل للجميع و رغبة في تمكين هذه الفئة من الوصول إلى حقها في التعليم الجيد والنوعي، و من أجل التعريف باضطراب طيف التوحد، قمنا في مجلس العالم الإسلامي للإعاقة والتأهيل بإصدار دليل إرشادي للأسر و كذلك المعلمين. سيساعد هذا الدليل المعلمين على التعرف على هذا الاضطراب وخصائص الطفل ذ اضطراب طيف التوحد وكيف يمكن أن يؤثر هذا الاضطراب على التعلم بالمدرسة وعلى الأسرة كذلك. إضافة إلى أهم الاستراتيجيات و السبل و الطرق المثبَتة نجاعتُها علميا لتربية طفل مصاب بالتوحد، و تأهيله إضافة إلى ما يجب تفاديه من أجل هذا التأهيل قصد الحد من الآثار السلبية على نمو الطفل و على دمجه في المدرسة و المجتمع كذلك.

من بين ما تطرق له هذا الدليل إضافة للتعريف باضطراب طيف التوحد، أهم الأعراض المرتبطة بالتواصل و التفاعل الاجتماعي إضافة إلى الأعراض التي يمكن ملاحظتها من طرف الأسرة وكذلك المعلمين بالنسبة للسلوكيات و الاهتمامات المتكررة و النمطية و أمثلة من هذه الأعراض، دون إغفال خصائص الطفل التوحدي الحسية و المعرفية والتي تؤثر على أدائه المدرسي وعملية تعلمه  . فتكون بذلك القدرة على الاندماج الاجتماعي والأكاديمي محدودة بسبب الصعوبات التي يواجهها ذوي اضطراب طيف التوحد في التعلم والممارسات اليومية الاعتيادية. من بين هذه الصعوبات، صعوبة في التنظيم والتخطيط للأعمال والتحركات؛ في التكيف و عدم المرونة من أجل التغيير، صعوبة كذلك في التحكم بالتسلسل منطقي، في وضع تصور مفاهيمي أو التحديد المفاهيمي و صعوبة في التعميم.

كما تطرق الدليل للاضطرابات السلوكية التي تعيق التعلم مما يؤدي لعدم قبول الطفل بالمؤسسات و المدارس خصوصا إذا لم يكن المعلمون متمكنين من طرق التأهيل والتدخل من أجل تعديل سلوك الطفل. دون إغفال أن اختلاف الطفل التوحدي يحتاج إلى فريق تربوي متخصص و تكييف للبرامج و للبيئة المستقبلة ، و قد يستدعي تمدرسه مُرافِقَة الحياة المدرسية التي تساعده على التعلم والتأقلم داخل الوسط المدرسي.

لكننا عندما نتحدث عن اهمية وصول  هؤلاء الاطفال و كل ذوي الإعاقة  للتعليم الجامع فهذا  في حد ذاته إشارة لأهمية وضرورة التعليم الجامع لجميع المتعلمين ، بما فيهم الأطفال ذوي الإعاقة. على اعتبار أنهم يجب أن يتمتعوا بحقهم في التربية و التعليم. و أهم ما يجب الاهتمام به لضمان هذا الحق مع ضمان كييف البيئة المستقبلة للطفل ذي الإعاقة، البرامج، الوسائل، الطرق و أساليب التدريس. إضافة إلى تكييف التقييم و وسائله. و كل هذا يهدف الي تمكين الطفل ذو الإعاقة من تجاوز الصعوبات التي تعيق تعليمه  و تربيته. إن ضمان هذا الحق يستلزم كذلك قبول الأطفال ذوي الإعاقة من طرف زملائهم ومعلميهم و من مجتمعاتهم كذلك. و أهم المبادئ الخاصة بالتعليم الجامع: 

  • ضرورة اعتبار أن لكل طفل قيمته بغض النظر عن خصوصيته و قدراته.
  • من أجل مردودية جيدة و تقبل بالمدرسة، يجب ربط علاقات جيدة مع الزملاء و المعلمين و قبولهم الاختلاف.
  • ضرورة الدمج مع زملاء الفصل و العمل المشترك معهم  والتفاعل بينهم مما يهيء لدمجهم بالمجتمع.

كل هذا سيساهم في ضمان الحق في تعليم جامع لا يستثني أحدا من الحق في التربية والتعليم، مع التأكيد على ضرورة توفير معلمين مؤهلين لتدريس الأطفال ذوي الإعاقة إضافة إلى فريق من ذوي الاختصاص و المعالجين لتتبع هؤلاء الأطفال لأنهم غالبا يحتاجون إلى مساعدة خاصة  وفق خطة فردية. 

 الآراء الواردة أدناه تعبر عن رأي الكاتبة ولا تعكس بالضرورة وجهة نظر شبكة تمكين التعليم.

استعراضاً لحصاد جزء من عامي ٢٠١٩ و٢٠٢٠

استعراضاً للعامين الماضيين ٢٠١٩ و٢٠٢٠، فقد قضيت شبكة تمكين التعليم وقتاً كبير في عقد مقابلات وتصوير وتحرير مجموعة جديدة من مقاطع الفيديو التدريبية للمعلمين في مرحلة الطفولة المبكرة، أصدرت الشبكة مؤخراً الافلام التدريبية والتي جاءت بعنوان “البدايات الشاملة للجميع“، تم تصوير مقاطع الفيديو في سوازيلاند وأوكرانيا.

تُظهر الصورة متعلم صغير مبتسمًا ينظر من خلال أنبوب من الورق المقوى وفي الخلفة أطفال آخرون. على الأرض مجموعة من العناصر يلعب بها الأطفال مثل قطعة من الخشب، وصناديق البيض والزجاجات والكرتون

 تستعرض هذه الأفلام التدريبية الممارسة الجامعة والانتقالات الشاملة لجميع المتعلمين بين الفترات التعليمية. لقد شعرنا بخيبة أمل بالطبع، لأننا بسبب القيود التي فرضها فيروس كوفيد ١٩، لم نتمكن من إطلاق هذه الأفلام كما كنا نخطط معاً في مدينة مانشستر في المملكة المتحدة في يوليو ٢٠٢٠، ولكن هذا ايضاً وفر فرصة جديدة، فقد قمنا بإطلاق هذه الأفلام عبر ندوة افتراضية عبر الإنترنت مكنت ٢٠٠ شخص إضافي من مشاهدة الحدث من جميع أنحاء العالم. بالإمكان فحص الروابط أدناه للوصول إلى مقاطع الفيديو والمواد التدريبية وفعاليات الإطلاق:

جعل المدارس شاملة: الحاجة إلى نهج متعدد القطاعات

نحتاج إلى نهج متعدد القطاعات لضمان الوصول إلى بيئات تعليمية جامعة وشاملة لجميع المتعلمين 

ايمن قويدر

عند القول إننا بحاجة إلي العمل المتمركز على تعدد القطاعات، نقصد بذلك العمل على تحسين النظام التعليمي بأكمله، وتحويله إلى نظام قادر على تعزيز المزيد من التعلم والمشاركة اللتان تركزان على الطفل المتعلم، وفي الوقت نفسه تعزيز الخطط المصممة خصيصاً لتلبية الاحتياجات المختلفة للأطفال. وعندما نتحدث عن الحاجة إلى نهج متعدد القطاعات، فإننا بصدد بناء نظام مدرسي جامع ينطوي على تحقيق الفائدة لجميع المعنيين بذلك، وليس فقط لعدد قليل منهم! 

قبل بضعة أسابيع تم الاحتفال باليوم الدولي للأشخاص ذوي الإعاقة، وكما هي الحال في العديد من الاحتفالات والمناسبات المماثلة تحرص وسائل الإعلام على تسليط الضوء على القضايا و الأحداث الراهنة ثم تمضي الأيام و تعود دورة الأخبار إلى سابق عهدها، ولا تلبث  آمالنا وخططنا المشتركة أن تتلاشى شيئًا فشيئًا من خلال المقالات والخطابات العامة أو الإعلان ، قبل أن تستأنف ببطء في العام التالي.

على مدى الأشهر الماضية، تم إطلاق  العديد من الآراء والمشاركات حول مستقبل التعلم، وكيف أن التعليم عن بعد، بما في ذلك التعليم عبر الإنترنت، لا يمكن أن يُعوّض ما يفقده الأطفال نتيجة عدم انخراطهم في تعليم فيزيائي حقيقي في الفصول الدراسية الحقيقية وجهاً لوجه.

و من الجدير ذكره  أن المناقشات حول إيجابيات وسلبيات التعلم الافتراضي لا تغفل الحديث عن حقيقة مهمة جدًّ، وهي حقيقة أن هناك ملايين الأطفال الذين أهملوا حقوقهم في التعليم ليس خلال الجائحة  فحسب وإنما طوال حياتهم. أنا لا أتحدث فقط عن الأطفال ذوي الإعاقة الجسدية، غير القادرين على الالتحاق بالمدارس بسبب عدم وجود بنية تحتية يمكن الوصول إليها، بل أفكر أيضًا في أولئك الأطفال ذوي الإعاقات النمائية  العقلية.

وينبغي أن يكون التركيز على التعليم الجامع واحدًا من أكثر القضايا إلحاحاً في هذا “العقد من الإجراءات” المزعوم لتحقيق جدول أعمال 2030. ولهذا السبب فإن استمرار الدعوة والمناصرة التي تحدث، على الرغم من أنها لا تحتل العناوين الرئيسية، أمر مهم.

كما أن البحوث ضرورية، وقد جاء مؤخراً عن منظمة الإنسانية والإدماج، المعروفة أيضاً باسم المنظمة الدولية لذوي الاعاقة مساهمة هامة تتجاوز بكثير تسليط الضوء على الثغرات في النظم التعليمية في البلدان النامية من حيث جودة التعليم الشامل لجميع الأطفال.

بعنوان “دعونا نكسر الصوامع الآن! – تحقيق التعليم الجامع للإعاقة في عالم ما بعد كوفيد ١٩ “الاتحاد العالمي لمكافحة الإعاقة”، يقترح البحث حلولاً “للنظام” ينبغي للحكومات والجهات المانحة على حد سواء أن لا تكون عليها. ويمكن لتوصياته الرائدة أن تحسن بشكل كبير، من حيث الجودة والشمول، النظم التعليمية في نيبال والعديد من الدول الأخرى التي تواجه تحديات مماثلة.

ويستند التقرير إلى تقييمات قاتمة ومهينة لحالة التعليم أثناء حبس الأطفال ذوي الإعاقة، ويؤكد كل ذلك أن الأطفال ذوي الإعاقة هم أكثر المتضررين خلال الجائحة . والرسالة الرئيسية هي أن الأطفال ذوي الإعاقة لن يستفيدوا فقط من الاستثمارات الجادة في الإدماج، بل جميع الأطفال وجميع الأسر.

المشكلة هي أنه لا يوجد استثمار جدي في التعليم حيث أن الميزانيات التي تخصصها الحكومات عادة للتعليم ليست كافية تقريباً لمواجهة التحديات القائمة ، وفي هذا السياق رغم أن الوضع في نيبال لم يكن صعبًا، 

إلا أنّ  تخصيص المزيد من الموارد فقط لن يكون كافياً تقريباً، وهنا يقترح التقرير حلولاً جذرية ولكنها قابلة للتنفيذ  لإعادة تصميم الحوكمة، والقواعد  والإجراءات التي تعمل بها نظم التعلم الوطنية.

إذا كنا نريد حقاً أن نجعل المدارس شاملة للجميع، فلنتبع ببساطة عنوان هذا التقرير، دعونا نهدم الطريقة المفككة التي تعمل بها الحكومات على تعزيز رفاهية الأطفال. نحن بحاجة إلى وضع نهج حكومي كامل للتعليم حيث يمكن لوزارات التعليم الأقوى والأكثر تمكيناً أن تقيم علاقات تعاون وشراكات مع الوزارات الأخرى ذات الصلة التي قد تكون لها ولاية وخبرة لضمان نماء وازدهار جميع الأطفال من ذوي الإعاقات.

فكر في الأمر: ستكون ثورة حقيقية إذا تم تنفيذ نهج النظام لرعاية الأطفال من خلال المدارس التي  تغدو فصولها الدراسية  ليس فقط إ أماكن يعمل فيها الأطفال من جميع أنواع القدرات والإعاقات معًا و إنما مراكز محلية  للتنمية الشاملة للأطفال.

ومن الناحية العملية، يعني ذلك الجمع بين الخدمات التي كانت تتم  لولا ذلك دون تنسيق، وغالباً ما يتم ذلك من خلال مكاتب متداخلة.

ويُفصح التقرير عما يسميه “النُهُج المتعددة القطاعات المنسقة” التي “تكتسي أهمية أكبر في معالجة مسألة تعقيد وترابط رعاية الأطفال وسلامتهم ورفاهه وتعليمهم”().

ويتضح الأمر بوضوح،في كون  الافتقار إلى التنسيق هو بالضبط الذي يعوق التعليم المدرسي الشامل.

وستكون التدريبات وبناء القدرات للمعلمين ذات أهمية قصوى أيضاً، وهنا يقترح التقرير نظاماً مزدوجاً، أو نهجاً “ذا مسار مزدوج”، مما يعززمسوغات  قوية للاستثمار بشكل كلي في إنشاء نظام تعليمي شامل للجميع بدلاً من دعم تدابير مجزأة للقلة القليلة.

وهذا يعني، من ناحية، العمل على تحسين النظام التعليمي بأكمله، وتحويله إلى نظام قادر على تعزيز المزيد من التعلم الذي يركز على الطفل، وفي الوقت نفسه تعزيز الخطط المصممة خصيصاً لتلبية الاحتياجات المختلفة للأطفال.

ومرة أخرى، ينطوي بناء نظام مدرسي شامل على فوائد مباشرة للجميع، وليس لعدد قليل منهم. وسيكون المجتمع بأسره هو الرابح الأكبر في مثل هذا التغيير في الحكم.

ويقول برالهاد غايراببيلي، مسؤول الاتصالات الإقليمي من أجل الإنسانية والإدماج، “إن هذا الوباء قد زاد من تفاقم التفاوتات في تعليم الأطفال ذوي الإعاقة، حيث تأثر الوضع بشكل خاص بإغلاق المدارس، سواء من حيث التعلم أو الحصول على الخدمات التي غالباً ما تكون متاحة من خلال المدارس مثل التغذية والحماية الاجتماعية والدعم النفسي الاجتماعي.

ويضيف قائلاً: “في أوقات الأزمات، تكون النُهج المنسقة المتعددة القطاعات أكثر أهمية لمعالجة تعقيد وترابط رعاية الأطفال وسلامتهم ورفاههم وتعليمهم”.

وهكذا، فإن أحد أهم الوجبات الجاهزة لهذا التقرير هو الحاجة الملحة إلى “التعجيل بالعمل من أجل إحداث تغيير جذري في نظم التعليم”.

*مصدر جديد* شبكة تمكين التعليم

يحتوى موقع شبكة تمكين التعليم (EENET) على مكتبة ضخمة من المواد والمصادر التي قام بكتبتها ونشرها المئات من المؤلفين والمنظمات من مختلف أنحاء العالم. ولكننا نكتب وننشر مواردنا الخاصة بشبكة تمكين التعليم ايضاً.

لمساعدتك في العثور على مصدار الشبكة مستمرة الإزدياد ومقاطع الفيديو الخاصة بشبكة تمكين التعليم وبسهولة أكبر، قمنا بتجميع قسم جديد من موقعنا عبر الإنترنت

مصادر شبكة تمكين التعليم

ايضاً يمكن الوصول الي مجموعة كبيرة من الموارد الجديدة والقديمة هنا، لذا يرجى الاستعراض. ضع إشارة مرجعية على هذه الصفحة لمساعدتك في العثور بسرعة على المصادر والأدوات الأساسية لشبكة تمكين التعليم في المستقبل.

البدايات الشاملة للجميع: أدلة وأفلام تدريبية

 “البدايات الشامل للجميع”: مصدر تدريبي يرتكز على استخدام الفيديو حول الطفولة المبكرة الشاملة. تنظر الأفلام التدريبية الي: (١) طرق التدريس الجامعة في بيئات التعلم والتعليم في مرحلة الطفولة المبكرة (٢) الانتقال الشامل من والي التعليم في مرحلة الطفولة المبكرة وداخلها. 

“البدايات الشاملة للجميع”: آخر اصدارت شبكة تمكين التعليم EENET وهو مورد تدريبي عبر إستخدام تقنية الفيديو. 

متابعة القراءة
رجل في كرسي متحرك يغسل يديه في مغسلة عامة في نيروبي، كينيا، 22 مارس/آذار 2020، اتباعا للتعليمات الصحية من السلطات في إطار مكافحة انتشار فيروس "كورونا". إلا أنه يصعب عليه اتباع هذه الممارسة الأساسية بسبب إعاقته. © 2020 دنيس سيغوي/سيبا عبر أسوشيتد برس

ذوي الإعاقة في زمن فيروس كورونا – كوفيد ١٩

بقلم: أيمن قويدر

١١ أبريل/نيسان ٢٠٢٠ 

تشكل  جائحة تفشي فيروس كورونا (كوفيد- 19) الجديد حالة طوارئ عالمية تؤثر بشكل مستمر على مجتمعاتنا في مختلف أنحاء العالم.ويحدث هذا في الوقت الذي  يشكل الأشخاص ذوي الإعاقة ما نسبته ١٥٪ من سكان الكرة الأرضية يستمرون بالعيش مع أحد أشكال الإعاقة وبشكل يومي. ومع أننا نعلم أن الأشخاص ذوي الإعاقة هم في الظروف العادية من أكثر فئات مجتمعاتنا تهميشاً و تعرضاٍ للوصم  ولكن مع انتشار فيروس كورونا فإن الأمر قد يزداد تدهوراً لهذه الفئات حيث سيتعرضون إلى خطر العدوى والموت مع تفشي الفيروس.

يمثل موضوع جمع البيانات حول القضايا التي تمس الأشخاص ذوي الإعاقة معضلة مستمرة وتحدياً تم الحديث عنه في مناسبات كثيرة.  ومع تفشي فيروس كورونا فإن البيانات المتوفرة للجمهور عن إصابة الأشخاص ذوي الإعاقة بفيروس كوفيد ١٩ قد تكون شحيحة أو أنه لم يجر تفصيلها لبيان أثرها على الأشخاص ذوي الإعاقة. و لكن التقارير تظهر معلومات في غاية القلق  بشأن الاثار الخطيرة لهذا الوباء على الأشخاص ذوي الإعاقة بما في ذلك الآثار الأولية لتفشي الفيروس وكذلك الآثار الثانوية من حيث الاستجابة للوباء على أصعدة مختلفة مثل التعليم والصحة والأمن الغذائي وسبل العيش. 

تشير الأدلة إلى أن  وباء كوفيد ١٩ قد يؤثر على الأشخاص ذوي الإعاقة وبشكل صادم. حسب ما أكدته كاتبتي لهذه المدونة القصيرة و استجابة لتقرير مكتب دعم دمج ذوي الإعاقة (Disability Inclusion Helpdesk) والممول من قبل الحكومة البريطانية (UKAID). 

وتؤكد الأدلة الناتجة المتعلقة بانتشار فيروس كورونا سريع التفشي بأن  الأشخاص ذوي الإعاقة قد يتأثرون بالعديد من المخاطر.و فيما يلي سنسلط الضوء على أبرز هذه التحديات.

  •  خطر العوائق التي قد تحول دون وصول الأشخاص ذوي الإعاقة إلى الخدمات الأساسية، على سبيل المثال لا الحصر: الصحة العامة والحصول على المعلومات والمياه والمرافق الصحية بالإضافة إلى النظافة الشخصية والتعليم. كما أن  الاستبعاد والتهميش الاجتماعي والعزلة قد تحول دون وصول هؤلاء الأشخاص إلى الخدمات وتجعل الوصول إلى المرافق الأساسية أمراً غير عملي وخصوصاً اذا كانوا يعتمدون وبشكل أساسي على مقدمي رعاية. حيث يأتي اعتمادهم على مقدمي الرعاية وبشكل يومي من أجل منع انتشار المرض والاستجابة له.
  • يشكل عدم وصول المتعلمين ذوي الإعاقة في كثير من البلدان تحدياً لطالما تمت الإشارة له في المحافل الدولية كعائق في الوصول إلى  تعليم جيد وجامع بسبب إغلاق الحكومات والسلطات التعليمية للمدارس ولجوئها إلى التعليم عبر الإنترنت، و قد يجد المتعلمون ذوي الإعاقات المختلفة أنفسهم مستبعدين من التعلم إذا لم يكن متاحاً وسهل الوصول لهم .و يتضمن ذلك سهولة الوصول إلى  المواد التعليمية واستراتيجيات التواصل لأولئك الذين لا يستطيعون الوصول الي الانترنت. ومن جانب آخر، فإن فقر الدعم الحكومي والمؤسساتي للوالدين ومقدمي الرعاية من أجل توفير التعليم والتعلم قد يساهم في إقصاء المتعلمين من الحصول على التعلم.
  • مخاطر أكبر للإصابة او الوفاة بسبب الإصابة بفيروس كورونا، يمكن أن تنتج بسبب تفاقم الظروف الصحية الأساسية و  الحواجز المادية التي تحول دون وصول الأشخاص ذوي الإعاقة إلى مرافق الرعاية الصحية. و بالإضافة إلى ذلك فإن النقص في القدرة الصحية لمقدمي الرعاية الذين يتعاملون مع الاشخاص ذوي الإعاقة  و وصمهم والتمييز ضدهم قد تشكل تحدٍّ مستمرقد تزداد آثاره في ظل هذه الظروف الاستثنائية. وللأسف فقد لجأت بعض البلدان إلى تقديم مبادئ توجيهية قد تؤدي إلى التمييز تجاه الأشخاص ذوي الاعاقة، لأنها تسمح بإلغاء أولويات العلاج للأشخاص ذوي الاعاقة الذين يعانون من ظروف صحية مستبطنة عندما تكون الأنظمة الصحية قد فاقت قدراتها الاستيعابية.
  • تفاقم ظروف الصحة النفسية التي يعاني منها الأشخاص ذوي الإعاقة والموجودة مسبقًا. و هنا نشير ايضاً الي الأشخاص الذي يعانون من إعاقات نفسية نتيجة للخوف والقلق من الإصابة بفيروس كورونا، فمما لا شك فيه فإن  الضغوط الاقتصادية والمالية والفترات الطويلة من العزلة الاجتماعية والضغوط والمشاكل الأسرية قد تساهم في تفاقم الحالة النفسية. 
  •     إتاحة غير كافية في الوصول إلى  الرعاية الصحية والغذاء والأدوية والسكن بسبب ازدياد الضغط على أنظمة الرعاية الصحية والأسواق مما أدى إلى ازدياد في  صعوبة الوصول للأشخاص ذوي الإعاقة الذين يعانون بطبيعة الحال قبل أن تبدأ أزمة فيروس كورونا.
  •     تأثيرات متزايدة وغير متناسبة على سبل العيش نتيجة تدابير الحجر الصحي التي تقيد  الحركة – قد يكون هذا التأثير شديد بشكل خاص في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل حيث يزداد احتمال انخراط الأشخاص ذوي الإعاقة في العمل أو  قد يكون للشخص مصلحة ذاتية أو عمل مرتكز على التطوع.
  •  محدودية الوصول إلى شبكات الأمان الاجتماعية أو عدم كفايتها، على سبيل المثال فإن العديد من شبكات الأمان الاجتماعي غي متاحة مادياً  أو غير كافية للأشخاص ذوي الاعاقة وزيادة الضغوط على خطط الحماية الاجتماعية قد تؤدي الى استبعاد هؤلاء الأشخاص أو إقصائهم من الوصول إلى  الأمان الاجتماعي والاقتصادي.
  •  إن ازدياد احتمالية وصم الأشخاص ذوي الإعاقة  والتمييز والإهمال والعنف وسوء المعاملة هي جميعها  مخاطر يتعرض لها الأشخاص ذوي الإعاقة. و قد تم إغفال  إدراج هذه المخاطر في الرسائل العامة بشأن فيروس كورونا أو الإشارة إليها  على أنها ترتبط فقط بتفشي وعدوى فيروس كورونا أو تعرض الأشخاص ذوي الإعاقة إلى  العنف العائلي أو من قبل مقدمي الرعاية بسبب حالة الحجر الصحي. 

ختاماً، من أجل مواجهة هذا التحدي العصري التي يواجه البشرية، يجب التأكيد على دمج الأشخاص ذوي الإعاقة في جميع خطط الاستجابة لتفشي فيروس كورونا. وهذا يعني أن المعلومات التي تقدمها الحكومات والمؤسسات للحد من العدوى ومعرفة كيفية تطبيق التدخلات للحد من تفشي الفيروس يحب أن تكون متاحة من حيث سهولة الوصول إليها، بما في ذلك لغة الإشارة، والتأكد من عرض للعناوين السفلية بالفيديو، واستخدام النص البديل في الصور والرسومات المعروضة رقميًا، وإصدارات سهلة القراءة.

من المهم أيضًا إزالة العوائق التي يواجهها الأشخاص ذوي الاعاقة في الوصول إلى الخدمات الصحية والنظافة الشخصية والتعليم، وكذلك النظر في إجراءات الحجر المنزلي المعقولة للسماح لهم بالعمل من المنزل على سبيل المثال ما امكن. 

 بوسعنا أن نكافح فيروس كورونا بشكل جماعي دون إستثناء لأي شخص بما في ذلك الأشخاص ذوي الإعاقة. 

التعليم المنزلي: أولياء الأمور ليسوا بدلاء للمعلمين ولا أحد يتوقع منهم أن يكونوا معلمين

ايمن قويدر – شبكة تمكين التعليم 

أوقات عصيبة وغير مسبوقة يمر بها العالم بأكمله بعد انتشار فيروس كورونا أدّتالي إغلاق المدارس وتعطيل الدراسة لقرابة ١.٣٧ مليار طفل حول العالم وأجبرتهم على البقاء في منازلهم.

الرسالة الأساسية التي بمكن توجيهها لجميع الآباء والأمهات القابعين في منازلهم بسبب تفشي هذا الفيروس: “لا أحد يتوقع منكم ان تكونوا بدلاء للمدرسة او المعلمين!“

يتعلم الطفل من البيئة المنزلية الكثير من المهارات والمعارف والقيم التي لا يمكن فصلها عن التعلم في البيئة النظامية/الصفية. فكل ما يتعلمه الطفل في يوم واحد هو أمر إيجابي. والحفاظ على الصحة النفسية والجسدية لأنفسنا ولأطفالنا يجب ان تكون أولويتنا كآباء في مثل هذه الأوقات الحرجة. على سبيل المثال، اذا كانت الأنشطة التعليمية المرتكزة على نهج معين فعالة لأحد الآباء فليكن. وإذا كانت الأنشطة المرتكزة على المهام اليومية في المنزل فعاله لأخرين فذلك أمر جيد أيضاً.  

و خلال هذه الأزمة الخطيرة لا مجال للتفكير في المستوى التحصيلي الذي ينبغي للطفل بلوغه أو عدم بلوغه!  إذ كيف يتسنى الآن و في هذا الواقع الصعب تقييم طفل ما بالنظر إلى معيار أساسي مفترض في وقت يتلقى كل طفل  تعليما فريدًا مختلفًا تمامًا عن الطفل المجاور له وفي ظروف استثنائية؟!!

في زمن الأزمات تختلف ظروف الأطفال التعليمية التعلمية! وحتى لو قدمت المدرسة مواد تكوينية للمساعدة في تحصيل الأطفال فيجب أن تكون هناك تعزيز لإدارة التوقعات، وتعزيز الثقة، أعتقد أن الرسالة الحيوية لجميع الآباء هي أنهم ليسوا بدلاء للمعلمين ولا أحد يتوقع منهم أن يكونوا معلمين.  

يجب ان نقوم بدعم فهم أوسع لصورة التعلم والتعليم و معناهما.  فالأمر لا يتعلق فقط فيما إذا كان الطفل “أ” قد وصل إلى مستوى القراءة المتوقع بحلول أيلول (سبتمبر).

و يكون لزاماً علينا – في أوقات الأزمات العالمية مثل أزمة كورونا – التذكير دوماً بأهمية الاعتناء بالسلامة البدنية والعقلية للأطفال وآبائهم.  حيث يحتاج الأطفال إلى الحب وتعزيز الطمأنينة والأمن قبل كل شيء.  

قد يشعر الأطفال بالغرابة والعزلة عن الأقران وقد يجدون صعوبة في تقبّل هذا السياق الجديد إلاّ أنّ عملية التعلم مستمرةوإن كانت بطرق أقل تنظيماً و أقل انتظاماً وستلعب المدارس دورًا صعبًا في اللحاق بالعديد من الأطفال عند استئناف عملهامرة أخرى فينبغي عليهم الاستعداد لذلك.

مدارستنا ما بعد جائحة كوفيد ١٩

اثبتت جائحة كوفيد ١٩ ان المدرسة ليست فقط المكان الذي تكتسب فيه المعرفة والمهارات التعليمية بل انها الحاضنة التي يحتاجها المتعلمين/ات للتنشئة المجتمعية. استمرار وجود المتعلمين في المنزل ادى الي غياب المجتمع المدرسي بالرغم من التفاعلات الافتراضية عبر التعلم عّن بعد التي توفرها العديد من المنصات التعليمية وشبكات التواصل الاجتماعي. ادت الي نشوء حاجز بين المتعلمين ومعلميهم. 

علاوة على ما سبق، يفتقد الأطفال المساحة المادية التي تسمح لتبادل الاهتمامات والأفكار والآمال والعواطف مع أقرانهم. توفر المدرسة بيئة منظمة حيث يمكن للأطفال التعلم وتطوير الكفاءات الاجتماعية مثل الثقة بالنفس والصداقة والتعاطف والمشاركة والاحترام والامتنان والرحمة والمسؤولية وتعزيز قيم التضامن الاجتماعي! 

التعلم الاجتماعي والعاطفي في غاية الاهمية للشباب ليصبحوا أعضاء واعين في مجتمع قائم على التضامن.  يمكن تحقيق أهداف التعلم عن بعد (وتقييمها إلى حد ما) ، ولكن المهمة الأساسية لأي نظام مدرسي تشمل أيضًا تعزيز رفاهية الطلاب، والتي ترتبط ارتباطًا وثيقًا بأداء المدرسة.

تتيح لنا أزمة كوفيد ١٩ الفرصة لإعادة تقييم ماهية المدرسة التي نريد ان نراها في المستقبل. يجب أن يعمل المعلمون كداعمين لصحة طلابهم منذ سن مبكرة ، من خلال تعزيز العادات الصحية بنشاط (النشاط البدني، والنظافة الشخصية الجيدة ، والنظام الغذائي المتوازن) وزيادة الوعي بعواقب السلوكيات الخطرة.

للحصول على تعليم أكثر شمولاً ومتمحور حول الطالب ، يجب استخدام منهجيات تعليمية، مثل التعلم التعاوني (بناءً على تعاون الطلاب)، لنقل الموضوعات الصحية بين الطلاب، وتشجيع إعادة بناء المعرفة الشخصية، وإشراكهم في تبني أنماط حياة صحية.  يمكن استخدام مجموعة واسعة من الأنشطة التشاركية، بما في ذلك المناقشات، ومجموعات العمل الصغيرة ، وأنشطة التعلم الأصيلة (فيما يتعلق بمواقف الحياة الواقعية) ، ورواية القصص ، ولعب الأدوار ، والألعاب والمحاكاة التعليمية ، والمختبرات السمعية والبصرية ، أو الفنون ، والموسيقى ، والمسرح ،  والرقص.