(مقالة) دور الأشخاص ذوي الاعاقة في تدريب المعلمين في العراق

كارين تشيسترتون خياط

لابد أن يبنى تطوير التعليم الجامع على أساس مشاركة كافة الأطراف المعنية الأطفال وأولياء الأمور والمعلمين وصانعي القرار والجهات المانحة وأيضا ممثلين عن المجموعات المهمشة في المجتمع. تعتبر الوسيلة الحيوية لضمان تأهيل المعلمين بصورة جيدة لدعم الأطفال ذوي الإعاقة في الفصول الدراسية المنتظمة هي التأكيد على حصولهم على الخبرة العملية للعمل مع الأطفال والبالغين من ذوي الإعاقة وأن التدريب الذي تلقوه قد اخذ بالحسبان وجهات نظر الأشخاص ذوي الإعاقة. في هذا المقال تطلعنا كارين على المبادرات التي تم تنفيذها في العراق لتحقيق هذا الهدف.

قامت وزارة التعليم بتطوير دورات تدريبية للمعلمين العاملين في الوزارة وجلسات التوعية للقادة في مجال التعليم وذلك في شمال العراق (ولايات السليمانية ودهوك وأربيل). عرضت الدورات مقدمة عن التعليم الجامع للمعلمين في الخدمة ، الذين يرغبون في دعم الأطفال ذوي الإعاقة في المدارس. تم تنفيذ الدورات التدريبية بداية من خلال برامج تدريب المدربين والآن يتم تنفيذه بصورة منتظمة مع لمعلمين. تمويل هذه البرامج من خلال منظمة اليونيسف في بعض الأحيان ومن خلال وزارة التعليم في أحيان أخرى. قام الأشخاص البالغين ذوي الاعاقة السمعية والبصرية خلال الدورات التدريبية بسرد قصص تعليمهم الشخصية على الحضور مما ساعد المشاركين على فهم الدور الذي لعبه التعليم في حياتهم. بالاضافة لذلك فقد قاموا بعرض الموارد والأدوات والتقنيات التي تساعدهم خلال حياتهم اليومية مع إعاقة واحدة أو أكثر. شارك البالغين من ذوي الاعاقة السمعية في الدورات التدريبية لتعليم قواعد لغة الإشارة للمعلمين وذلك بإستعمال قوائم الكلمات التي يرغب المعلمين في تعلمها وأيضا عن طريق عرض سرد قصص مرئية.

شارك الأشخاص ذوي الإعاقة في جلسات التوعية التي تم تنظيمها لمدراء المدارس والمسؤولين في قطاع التعليم وصانعي القرار وذلك لإبداء وجهات نظرهم فيما يتعلق بالدمج ولمشاركة الآخرين تجاربهم التعليمية. شارك في الجلسات أيضا أولياء أمور الأطفال ذوي الإعاقة لطرح أسئلتهم وأجوبتهم. طرح بعض الناشطين في مجال حقوق ذوي الاعاقة اوراق عمل قدموا من خلالها معلومات مفصلة نظرية وعملية وقاموا بتقديم رسائل عميقة من اجل مكافحة التمييز.

أشارت التغذية الراجعة في الجلسات إلى أن المشاركة الفعالة للأشخاص ذوي الاعاقة في الدورات التدريبية ساعدت المعلمين على إعتبار ذوي الاعاقة شركاء في دعم حقوق الأطفال في الفصول المدرسية وليس مجرد متلقين سلبيين للخدمات الخيرية.

تم تحديد الأشخاص المساهمين في الدورات التدريبية عن طريق المؤسسات المحلية للآشخاص ذوي الاعاقة. و قد ساعدت هذه النشاطات التدريبية على إتخاذ المبادرات وتعزيز التعاون بين تلك المنظمات وبرنامج التعليم الجامع. و على الرغم من عدم قدرة بعض المؤسسات التي تعنى بالاشخاص ذوي الاعاقة في بعض الدول على دعم تدريب المعلمين ولكن يظل من المهم أن تتم الإستعانة بخبرتهم والبناء على جهودهم من أجل ضمان قيام المهنيين وأعضاء المجتمع ذوي الإعاقة بدور فعال في تصميم وتقديم التدريب على التعليم الجامع والمساواة.

معلمي الصم يوضحون كيفية استعمال لغة الإشارة بينما يمارسها المعلمون الأصحاء

قام مستشار متخصص بمساعدة وزارة التعليم في تصميم الدورات التدريبية وتنفيذ التدريب المبدئي وجلسات التوعية، وقامت الوزارة بتشكيل لجنة لتنظيم ندوات التوعية يتكون أعضاؤها من ممثلين عن قطاع التعليم وعن منظمات الأشخاص ذوي الإعاقة. مثلت المنظمات الآشخاص ذوي الاعاقة الحركية والحسية من خلال اشخاص ذوي خبرة في مجال الاعلام والاتصالات والفن. وقامت اللجنة بتصميم حملات التوعية (والتي تضمنت أيضا الموسيقى والفن) وقام أعضاؤها بدور فاعل في نشر ندوات التوعية في كل المنطقة.

في حال رغبتم للمزيد من المعلومات يمكنكم الإتصال عبر العنوان التالي

يمكنكم التواصل مع كارون عبر البريد اللإلكتروني التالي
krchesterton@gmail.com

Leave a Reply