مقدمة:
تأثرت الأردن بجائحة كوفيد-19، وقطاع التعليم كان الأكثر تأثرًا في بداية الجائحة، أغلقت الحكومة المدارس وتحولت عملية التعليم إلى التعلم عن بعد. توفرت خيارات مختلفة للطلاب للتعلم عن بعد، ولكن لم يتاح هذا الخيار للجميع، مما أدى إلى ظهور فجوة تعليمية لدى الطلبة. على الرغم من العودة إلى التعليم الحضوري ومحاولات التعويض، ظل هناك تأخر كبير في تحصيل الطلبة.

لوحظ انخفاض في مستوى المهارات القرائية والكتابية للطلبة مقارنة بفترة ما قبل الجائحة. وتسببت هذه المشكلة في مخاوف من التسرب المدرسي. لذا، تم البحث عن طرق جديدة لتعويض هذا الفاقد التعليمي ودعم تحصيل الطلبة.

تم تنفيذ خطة تدخل بناءً على منهجية البحث الإجرائي في إحدى المدارس الأردنية. هدفت هذه الخطة إلى تحسين مستوى تعلم الطالبات في المرحلة الأساسية وحمايتهن من التسرب المدرسي. تتضمن المقالة وصفًا للمنهجية المستخدمة في التدخل ونتائجه وتأثيره. في النهاية، يتم تقديم مجموعة من التوصيات التي يمكن استخدامها في البيئات التعليمية المشابهة.

مفهوم الشراكة المجتمعية
توجد حاجة لعقد شراكة مجتمعية مع أفراد المجتمع المحلي لدعم تعلم الطالبات المتأثرات بجائحة كوفيد-19. تنفيذ منهجية البحث الإجرائي كان ضروريًا لفهم إمكانات أفراد المجتمع في دعم تعلم الطالبات المتأثرات بالجائحة. يركز السؤال الرئيسي على أثر مشاركة أفراد المجتمع المحلي في مبادرة تعليمية داخل المدرسة وعلى معوقات هذه المشاركة.

تأتي أهمية هذه الشراكة المجتمعية مع المدرسة من توقع أن لها تأثيرًا إيجابيًا في معالجة الفجوات التعليمية التي تعاني منها الطالبات بسبب الانتقال إلى التعلم عن بعد خلال جائحة كوفيد-19. تهدف الشراكة أيضًا إلى تحسين مهارات القراءة الأساسية لفئة معينة من الطالبات وتعزيز تقدير الذات وتقليل المشكلات النفسية والسلوكية التي يواجهنها. كما توفر الشراكة الدعم المساند للمعلمات من خلال مشاركة متطوعات من المجتمع المحلي.

أهمية الشراكة المجتمعية
تعد الشراكة المجتمعية بين المدرسة والمجتمع ذات أهمية عالية في عدة مجالات. يتضمن ذلك التعاون لتحقيق الأهداف التربوية وتعزيز نمو المتعلمين وتعزيز التكامل كمعيار للعمل التربوي الناجح، بالإضافة إلى تقليل الفاقد التعليمي للطلبة.

تأتي أهمية الشراكة المجتمعية من خلال توفير فرص المشاركة في صنع القرار والتخطيط المشترك والتنفيذ والمتابعة والمساءلة. تساهم الشراكة المجتمعية أيضًا في توفير الدعم المالي للمدرسة وتقديم الدعم اللازم للمعلمين. بالإضافة إلى ذلك، تعزز الشراكة المجتمعية تبادل الأفكار والخبرات وتعزيز الكفاءات التعليمية وتوعية جميع أطراف الشراكة. تساهم الشراكة أيضًا في توفير صورة حقيقية للمدرسة وأنشطتها وتعزز الوعي بجوانب القوة والضعف، مما يدفع أفراد المجتمع لتقديم المساعدة والمساهمة في تحسين العملية التعليمية وجودة المخرجات.

السياق والإجراءات:
تتمحور الدراسة البحثية حول المدرسة المستهدفة في محافظة الزرقاء بالأردن، وتشمل المرحلتين الابتدائية والإعدادية. فتم تحديد عينة من الطالبات الضعيفات في مهارات القراءة للمشاركة في المبادرة. وتم عقد لقاء لمجلس الأمهات المدرسي ومعلمات اللغة العربية لبحث مشكلة ضعف مهارات القراءة. ثم تم تطوير خطة إجرائية وتنفيذها بمساعدة معلمات اللغة العربية ومتطوعات من المجتمع المحلي. ثم تنظيم حصص تحسين القراءة وتقسيم الطالبات إلى مجموعات متساوية. وتوفير المواد اللازمة ثم تنفيذ الحصص في غرف المدرسة المتاحة.

تم تطوير مجموعة من الأدوات لتقييم فعالية الشراكة المجتمعية في تنفيذ مبادرة دعم تعلّم قراءة الطالبات. تم استخدام نماذج مسح وموافقة لتحديد الطالبات المستهدفات واستئذان أولياء الأمور. أجريت اختبارات تقييمية قبلية ونهائية لقياس تحسّن مهارات القراءة. تم إعداد قوائم رصد لتحديد مستوى التحسّن وأجريت مقابلات لجمع آراء الطالبات والمعلمات وأولياء الأمور. استمرت حصص المبادرة لمدة أربعة أشهر، مع تقديم الدعم للمعلمات المتطوعات.

فترة تنفيذ ونتائج الشراكة المجتمعية
تم تنفيذ الشراكة المجتمعية لمدة أربعة أشهر، بدءًا من أكتوبر 2022 إلى فبراير 2023، وتم تقديم الدعم لأربعة معلمات متطوعات خلال هذه الفترة. تم استخدام برنامج جداول البيانات (Microsoft Excel) لتفريغ النتائج وإنشاء رسم بياني يوضح تحسن مهارات القراءة. أظهرت النتائج أن هناك تحسنًا واضحًا في مستوى مهارات القراءة لدى الطالبات المشاركات في المبادرة وعددهن (24) طالبة. أعربت الطالبات عن رضاهن العام وكان هنالكانطباعات إيجابية حول تحسن قدراتهن في القراءة. وقدمت المعلمات المتطوعات ملاحظات إيجابية حول تحسن القراءة وزيادة الثقة لدى الطالبات، والإشارة إلى تحسن إدارة الوقت لديهن وشعورهن بالإنجاز. كما استفاد أشقاء الطالبات المشاركات أيضًا من المواد التدريبية وأظهروا تحسنًا في قراءتهم وفقًا لملاحظات أولياء أمورهم.

نموذج بياني يحمل عنوان التقييم القبلي والبعدي لمستوى الطالبات في مارات القراءة
قبل وبعد جهود الطالبات في تطوير مهارات القراءة, أسماء الملاح

التحديات والتوصيات
تواجه تنفيذ الشراكة المجتمعية عدة تحديات تم التعامل معها خلال المبادرة. تشمل التحديات العدد القليل من المتطوعات مقارنة بعدد الطالبات، والعدد الكبير من الطالبات اللواتي لديهن ضعف في القراءة، وعدم تعاون بعض أولياء الأمور في تدريب أبنائهم، ومحاولات لإحباط المتطوعات لعدم وجود ثقافة التطوع في المجتمع المحلي. التوصيات تشمل استكمال المرحلة الأولى وتنفيذ مرحلة ثانية من المبادرة لشمول المزيد من الطالبات، وزيادة عدد المتطوعات، وتنفيذ حملات توعية لنشر ثقافة التطوع وتعزيز الشراكة المجتمعية في المدرسة.

د. أسماء الملاح، المملكة الأردنية الهاشمية
باحثة ومستشارة تربوية لديها خبرة واسعة في مجال التعليم الجامع وتقييم خدمات الإعاقة والدمج.