خالد اليونس، مختص بالإشراف التربوي و قضايا التعليم و التعلم، سوريا
هل تمنح المناهج الدراسية والبرامج التعليمية والممارسات التدريسية وقتاً كافياً للطلاب لتعلم مهارة القراءة؟
يتطلع المدرسون إلى توفير بيئة تعلم تفاعلية ذات جودة عالية لتحقيق الأداء المأمول والنتائج التعليمية الجيدة. وبناءً على الدراسات والأبحاث، فإن الوقت (زمن التعلم) عامل حاسم في تحقيق النجاح التعليمي والنمو الشامل للطلاب. من هنا يأتي اهتمام التربويين في كيفية استثمار الوقت المدرسي بشكل أفضل لتحقيق أقصى استفادة من الدروس والأنشطة التعليمية. دراسات عديدة أظهرت أن معظم المتعلمين يمكنهم اكتساب مهارة القراءة بمكوناتها الأساسية إذا أتيح لهم الوقت الكافي. و
في مقال نُشر قبل سنوات عدة عن الوقت المخصص لتعلّم القراءة في المدرسة، يشير الأستاذ برونو سوشو، مدير وحدة البحث لتجربة الأنظمة التربوية، إلى أنّ الوقت الذي تخصّصه المدرسة للتعلم الفردي للقراءة منخفض جداً مقارنةً بما يحتاجه المتعلمون الضعاف لاكتساب هذه المهارة الأساسية. يعتقد هذا المتخصص في وقت التعلم بأنّ «وقت الالتزام الفردي بمهمة ما هو عامل رئيسي في نجاح الطالب». كما يشير إلى أنّ المتعلمين الذين يعانون من صعوبات يحتاجون إلى 35 ساعة سنوياً من الالتزام الفردي خلال مراحل دراستهم الأولى ليصبحوا قرّاءً، ولكنّ المدارس لا تُخصّص أكثر من 20 ساعة من زمن التعلم هذا في أحسن الأحوال. ويشكّل الوقت الفعّال الذي تخصصه المدرسة للتعلم الفردي للطلاب نسبة تتراوح بين 5% و10% من الزمن الإجمالي للفصل أو الصف.
يوضح Bruno Suchaut : «نقدِّر أن الوقت المخصص فعليًا للقراءة هو 200 ساعة في السنة». لكن هذا ليس بالضرورة وقت تعلم فعال. «لتحديد وقت التعلم الفعال للطالب، يجب علينا فقط مراعاة الفترة الزمنية التي يشارك فيها حقًا بشكل فردي في المهارات الاستقبالية أو الإنتاجية . لكن ملاحظاتنا تظهر أن هذه المدة قصيرة جدًا «. يقدر ذلك بـ «20% من وقت الجلسة» عند العمل في مجموعات صغيرة، وفي « 5% إلى 10% من الوقت» في الفصل بأكمله. وبالتالي، فإن وقت التعلم الفعال حقًا سيكون حوالي 20 ساعة فقط في السنة.
- مقترحات عدة لزيادة زمن التعلم للطلاب، وهي:
- تشجيع التعلم في مجموعات صغيرة وتخصيص وقت تعليم إضافي للطلاب الأكثر هشاشة، وتقليل حجم الفصول الدراسية في المناطق المحرومة.
- تحسين فعالية دروس الدعم التي يتلقاها المتعلمون الضعفاء في غرفة الموارد، وتعزيز هذه الممارسة دون تحديد دور محدد لأحد العاملين، وترك ذلك لتوافر الموارد في كل مدرسة.
- تخصيص بعض الوقت لتعليم المتعلمين كيفية تعلم القراءة بشكل فعال، وليس فقط الطلب منهم القراءة.
- خلق فرص لتعلم القراءة بشكل ممتع وشيق، عبر بعض الأنشطة الروتينية التي يمكن للمعلم تنظيمها بالتعاون مع المتعلمين.
- ربط الظروف الفردية المختلفة بين المتعلمين بعمليتي التعليم والتعلم. أي أنه ينبغي أن يتاح لكل متعلم الوقت الذي يحتاجه لكي يتعلم المحتوى المقرر ، دون أن ننسى أن الوقت الذي يحتاجه لتعلم هذا المحتوى يتأثر باستعدادات المتعلم وبقدراته القرائية ، وبنوعية التدريس التي يتلقاها في الصف ، وبنوعية المساعدة التي يتلقاها خارج المدرسة. ينبغي تطبيق استراتيجية السماح للمتعلم بأن يسير بالتعلم من خلال خطواته الخاصة عبر خطوات تقييمية لمعارف و مهارات المتعلم و وضع خطة التعليم المناسبة له. إن الاستخدام المتكرر للاختبارات التقييمية التكوينية يحدد سرعة التعلم للمتعلمين ويساعد في دفعهم للعمل وبالنسبة للمتعلمين الذين تمكنوا تماما من تعلم المحتوى المقرر ينبغي أن تعزز الاختبارات التكوينية التعلم عندهم . فيرى العديد من الباحثين أن المتعلمين يحاولون التغلب على صعوباتهم عندما تقدم لهم مقترحات متعددة محددة مبنية على نتائج التقييم التكويني لهم.
- التخطيط الجيد من قبل المعلم للأهداف التي يريد تحقيقها خلال الحصة، و مراعاة عامل الزمن الذي يستغرقه كل نشاط مرتبط بتلك الأهداف.
- تلافي حدوث أوقات ميتة خلال الحصة الدرسية قد تكون ناتجة عن معارف سابقة ضرورية لم يتم استحضارها في بداية التعلم أو قد يعود سببها إلى استراتيجيات تعليمية غير ملائمة قد ينتهجها المعلم. أي ينبغي على المعلم توقع سلوكيات المتعلمين وفق المستوى المعرفي والعمري الذي يعرفه عن المتعلمين و أن يكون قد حضر جيدًا الاستجابات المناسبة لكل حالة متوقعة.