هناء المساعده، الأردن، معلمة اللغة العربية، وزارة التربية والتعليم الاردنية ، داعمة للتعليم الجامع

يعتبر التعليم الجامع عنصراً فريداً وأساسياً في اليوم الحاضر حيث يساعد المتعلمين على تحقيق النجاح في حياتهم. وفي الأردن، يلعب التعليم دوراً محورياً في حياة المجتمع الأردني. وتوفر وزارة التربية والتعليم فرصة متكافئة للمعرفة لجميع المتعلمين، حيث يتم توزيع كتب موحدة لجميع المتعلمين بما في ذلك اللاجئين السوريين، مما يدل على التزامها بتوفير الخدمات الأساسية للالتحاق بالمستويات التعليمية. لذا، فإن التعليم الجامع يمثل عاملاً حاسماً في تعزيز فرص النجاح في مدارس لواء البتراء وفي جميع المجالات التعليمية الأخرى.

أناقش في هذه التجربة أهمية التعليم في تحسين دافعية المتعلمين وضرورة فهم احتياجاتهم المختلفة وتوفير الدعم التعليمي المناسب. كما استعرض أسباب عدم المساواة في التعليم ويقترح حلولًا لتقليل التفاوتات وتحفيز الطلاب لتحقيق أقصى استفادة من التعليم. كما اعالج بعض العوامل المختلفة التي تؤثر في التحصيل التعليمي، مثل عدم المساواة الاقتصادية والحواجز الثقافية وأساليب التدريس غير الملائمة. ويقترح المقال حلولاً لهذه المشكلات من خلال توفير موارد تعليمية عالية الجودة وتوجيه المتعلمين لتحفيزهم ودعمهم. وأخيراً، يتم التطرق إلى آثار التحصيل التعليمي الضعيف وكيف يمكن معالجتها.

أهمية تنوع المتعلمين والتركيز على الأهداف والبيئة الصفية لتحقيق النجاح الأكاديمي
يجب على المعلمين أن يأخذوا في الاعتبار تنوع المتعلمين داخل الحجرة الصفية، وأن العلامات لا تعد مؤشرًا حصريًا على النجاح. يجب دعم المتعلمين في تحقيق أهدافهم بغض النظر عن أدائهم الأكاديمي، كما يجب توفير بيئة صفية تشجع التعلم، وتوفر الموارد اللازمة لدعم المتعلمين. يمكن للاعتراف بأهمية التحصيل العلمي والدوافع المرتبطة به مساعدة المتعلمين في الوصول إلى أهدافهم وضمان نجاحهم في المستقبل.
يمكن زيادة دافعية المتعلمين باستخدام استراتيجيات جديدة وحديثة، مثل العمل التعاوني وعمل مجموعات تحمل مهام متعددة وإتاحة الفرصة لتقويم أداء المتعلمين باستخدام أدوات تقويم متنوعة. يجب أن يكون للمعلمين فهم ووعي بالحاجات المختلفة للمتعلمين والتميز بينهم، ويجب أن يتجنبوا توقعات منخفضة واستخدام الكتاب المدرسي بصورة عقلانية.

علاوة على ذلك، يجب على المعلمين أن يفهموا فلسفة التعليم التي تؤكد على حاجات المتعلمين، وأن يزيدوا الوعي بأهمية التعليم للجميع دون التمييز بين المتعلمين، ولا سيما الفئات المعرضة للإقصاء. يجب أيضاً إشراك المتعلمين في أعمال تطوعية مع هذه الفئات لتمكينهم من تقديم الدعم النفسي والتعليمي لجميع المتعلمين بمن فيهم المتعلمين من ذوي الإعاقات.

مجموعة من الأطفال تغمرهم الابتسامة في فصل دراسي وفي الخلفية مجموعة حواسيب
المتعلمين في الاردن, هناء المساعدة

تحديات التعليم وكيفية تحفيز المتعلمين لتحقيق النجاح
يؤكد بعض مدرسي اللغة العربية في مدرستي على أهمية التعليم في تنمية الأفراد والأمم، ويشير إلى أن العديد من البلدان يواجهون صعوبات في الوصول إلى التعليم بجودة وإنصاف. ومن خلال المقابلات، يرى المعلمون أن الحل يكمن في وضع خطط فعالة لتحفيز المتعلمين وتعزيز روح التحدي بينهم، وتشجيعهم على الاستمرار في التعلم. وقد أثبتت المسابقات المدرسية على مستوى المديريات نجاحًا في بث روح التحدي وتحفيز المتعلمين، وذلك عن طريق بث الثقة فيهم بغض النظر عن خلفياتهم الاجتماعية والدينية وجنسياتهم، ومنحهم المكافآت المختلفة لمواصلة التعلم.

واستخدام التعزيز الإيجابي وتشجيع المتعلمين باستخدام عبارات محفزة يعزز من دافعية المتعلمين للتعلم. يمكن للمعلم أيضًا تشجيع المتعلمين على حل مشكلاتهم وفهم شعورهم لزيادة دافعيتهم. يجب على المعلم أن يوجه المتعلمين لأهمية المواد الدراسية، ويكون قدوة لهم في الاهتمام بها، وأن يستخدم أساليب تتفق مع أهداف التربية والمادة الدراسية واستراتيجيات التعليم الحديثة.

في ظل ظروف النزاعات والحروب، يتعرض المتعلمين لصعوبات كثيرة، ولا سيما في البلدان التي تضرر قطاع التعليم فيها. فالاطفال يتعرضون للاستغلال الجسدي والنفسي، ويتهدد مستقبلهم ومستقبل بلادهم. ويشارك الأردن بدوره في استضافة اللاجئين من مختلف دول الشرق الأوسط، ويدعمهم في مدارسهم وجامعاتهم لتحقيق التعليم والتطور المستدام.

من خلال مقابلاتي المتكررة مع طلابي، ناقشت حق الجميع في التعليم ونضالهم المستمر للحصول على أفضل النتائج من خلال التعلم الإلكتروني عن بعد. لذلك، وزارة التربية والتعليم لديها خطة لإدارة الأزمات والأخطار، وهو أمر واضح خلال أزمة كورونا التي أدت إلى إغلاق المدارس لمدة عامين. تعمل الوزارة على توفير التعليم عبر الإنترنت والمنصات الإلكترونية وتطوير برامج التعليم الدمجي من خلال الأنشطة العملية في المنزل.

تمت دراسة حالة الدافعية كأحد أسباب التحصيل، وتم تحديد كيفية التعامل مع هذه المشكلة وتعزيز مفهوم التعلم الجامع. تم استخدام المقابلة كوسيلة للوصول إلى المعلومات المتعلقة بالاهتمام بالمادة والدافعية لدى المتعلمين. ومن بين هذه المقابلات، الطالبة التي سألت المعلمة عن أهمية التحفيز وكيفية الحفاظ عليه، التي أجابت المعلمة بأن الدافع هو مفتاح النجاح، وأنه يساعد على البقاء مركزين ومندفعين لتحقيق الأهداف. المعلمة نصحت الطالبة بالبحث عن شيء يلهمها، ويبقيها متحمسة، مثل هدف أو شخص أو شغف، وضع أهداف قابلة للتحقيق ومتابعة تقدمها لتحقيق ذلك الهدف.

في إحدى المقابلات مع طالبة، سألت عن سبب دراستها بجد، فأجابت بأنها تسعى للالتحاق بكلية جيدة، وتحاول الحفاظ على درجات جيدة لتحقيق هذا الهدف، كما أنها تريد الحصول على أفضل الفرص المتاحة لها، وتعلم أن التعليم الجيد هو المفتاح لذلك. كما أنها تقوم بالبحث عن المدارس التي تقدم البرامج التي تهتم بها التي تتناسب مع البيئة التي تريدها. في مقابلة أخرى مع طالبة أخرى، تحدثت المعلمة عن استراتيجيات الحفاظ على التحفيز خلال الفصل الدراسي، وأشارت الطالبة إلى أنها تقوم بإعداد قائمة بالأهداف لكل أسبوع، وتحاول تحقيقها واحدًا تلو الآخر، وتحفظ نفسها بموقف إيجابي، وتكافئ نفسها عندما تصل إلى الأهداف. كما أنها تخصص وقتًا كل يوم لتركيزها على أهدافها والتأكد من أنها على الطريق الصحيح.

النتائج والتوصيات:
من خلال استبيان البحث، لاحظنا كيف يؤثر التعليم والتربية الاجتماعية على تحفيز المتعلمين، وكذلك آثار التوقعات الثقافية على تحفيزهم. كما اكتشفنا دور التكنولوجيا في تحفيز المشاركة التعليمية، وتعزيزها، وهذا ما يجب دعمه وتشجيعه، خاصة بعد أزمة كورونا والتركيز المتزايد على التعليم عن بعد باستخدام التكنولوجيا.

أصبح التعليم اليوم أكثر تطوراً ومتنوعاً، ولم يعد مقتصراً على مجرد القيام والتلقي، بل تغيرت طريقة تدريسه لتواكب التحديات الجديدة في الحياة. أظهرت دراستنا توجهاً إيجابياً للمعلمين بأن مدرستنا آمنة، مما يزيد من دافعية المتعلمين ويرحب بهم داخل الفصول الدراسية. كما يجب تحسين طرق التدريس وتطويرها لجعل التعليم الجامع أكثر سهولة وجاذبية، وبالتالي يجب استحداث طرق جديدة وحديثة لتدريس اللغة العربية.

توفير بيئة صفية محفزة وجيدة وصحية للطلاب والمعلمين هي عوامل أساسية لنجاح منظومة التعليم الجامع. وتؤكد نتائج البحث أن بيئة التعليم الجامع تزيد من التحصيل العلمي، وتنمي مستوى الدافعية أكثر من بيئة التعليم الاعتيادية. لذا، يجب عقد ورش تعليمية ودورات تدريبية للمعلمين والمتعلمين لتعريفهم بيئة التعليم المدمج وتزويدهم بالمهارات اللازمة لتطبيقها.

يبدو بوضوح أن المعلمين يؤيدون تعليم طلابهم عن حقوق الإنسان وتغيير طرق التدريس لتشجيع التفكير والاعتماد على الذات وتنمية المهارات والاتجاهات دون الأخذ في الاعتبار اتجاهات المجتمع، مما يؤدي إلى تحسين العملية التعليمية من خلال التعاون والتشارك، وبناء فهم موحد والالتزام المشترك بالتعليم الجامع كمنحى للتعلم والتعليم لجميع المتعلمين، وخصوصاً الأطفال اللاجئين في المدرسة.

كما أظهرت الدراسات أن المتعلمين يتعلمون بشكل أفضل عندما يرتبط المنهاج بالخبرات الحياتية وعند توفير بيئة تعليمية مناسبة وتنوع الإجراءات والطرق والأدوات والأنشطة، وعندما يتم تحقيق مبدأ تكافؤ الفرص للجميع ومراعاة فلسفة التمايز والاختلاف عند التخطيط للحصص وتقديم الدعم المناسب من قبل المعلم، وتنويع المهام وفقاً لمبادئ التعليم الجامع وأنماط التعلم.

وبالرغم من التحديات التي يواجهها المتعلمين في الوقت الحالي، فإن التعليم لا يزال جزءاً أساسياً من الحياة، ويساهم في توفير المعرفة والمهارات وبناء الثقة بالنفس والمرونة وتحسين النجاح. فقد أظهر طلابي بصورة خاصة مستوى رائعاً من التفاني والحماس والقيادة، حتى في ظل تحديات الأداء الأكاديمي بسبب نقص الموارد، وهذا يدل على التزامهم بالتعليم وتحسين مستقبلهم. فالتعليم هو أداة أساسية للتمكين.