د. وحيد جبران، أ. ميساء عاروري، أ. مصعب فشافشة, فلسطين

تحسين الأداء التعليمي الفعال من خلال استخدام استراتيجيات التعليم الجامع والتعلم العاطفي الاجتماعي للتعامل مع المشكلات الصفية.
توجد العديد من المشكلات في الصفوف المدرسية، سواء كانت تتعلق بالسلوك أو التحصيل، وتختلف في درجة التأثير، وترتبط بالمتعلمين أو البيئة الصفية أو المعلمين أو العلاقة بينهم. تختلف المشكلات أيضًا بسبب اختلاف خلفيات المتعلمين الاجتماعية والقدرات والإمكانات والاستعدادات. يحتاج المعلم/ة إلى مهارات في التعامل مع هذه المشكلات وتعلم استراتيجيات تحسين الأداء التعليمي الفعال، مثل استخدام استراتيجيات التعليم الجامع لتعديل الممارسات التعليمية والبيئة والمناهج التعليمية لضمان مشاركة جميع المتعلمين وتمكينهم من التعلم، بغض النظر عن قدراتهم التعليمية. كما يمكن استخدام استراتيجية التعلم العاطفي الاجتماعي لتعزيز قدرة المتعلمين على إدارة عواطفهم وتحقيق الأهداف الشخصية والجماعية، وتطوير العلاقات الإيجابية واتخاذ قرارات مسؤولة.

تطوير مهارات المعلمين وتعزيز ممارساتهم التعليمية
كمستشار تربوي في مدارس الإنجاز التربوي في القدس، نظمت ورشة عمل تدريبية لمجموعة من المعلمين والمعلمات في هذه المدارس حول عدة مواضيع مثل التعليم الجامع والتعلم العاطفي الاجتماعي والإدارة الفاعلة للصفوف. وفي مرحلة لاحقة، أجريت مع بعض المعلمين لقاءات لتوضيح البحث الإجرائي وتعزيز فهمهم لخطواته المتمثلة في الملاحظة، والتأمل في الممارسات التعليمية، والتخطيط، والتنفيذ. تم مناقشة دور البحث الإجرائي في تحسين ممارسات التعليم داخل الصف وتحسين نتائج تعلم الطلبة وتحصيلهم. لتعزيز هذه المهارات، تم تكليف المعلمين بإجراء بحث إجرائي بسيط يتمحور حول مشكلة واحدة أو أكثر في صفوفهم، وتحليل ممارساتهم التعليمية لتحديد مواطن القوة والضعف فيها، وتطوير خطة لحل تلك المشكلة وتنفيذ الحلول المقترحة.

تنظيم مجموعات بؤرية
عُقِدَت مُجموعة عمل مركزة من المُعلِّمين والمُعلِّمات الذين شاركوا في لقاءات البحث الإجرائي لمناقشة كيف يُمكن للمُعلِّم أن يصبح باحثاً باستخدام منهجية هذا البحث ، كما تم الاستماع لملاحظاتهم حول تجربتهم في البحث الإجرائي داخل صفوفهم. ولوحظ مدى استفادتهم من هذه التجربة في تحسين ممارساتهم التعليمية، وتحسين تعلُّم المتعلمين ومشاركتهم بأشكال مختلفة داخل الصف، بالإضافة إلى تحسين المناخ الصفي والعلاقات بين المتعلمين داخل الصف.

مقابلة مع المعلمة ميساء:
أجريت مقابلة مع معلمة اللغة العربية ميساء عاروري في مدارس الإنجاز التربوي، وتم تسليط الضوء على تجربتها في التعامل مع بعض المشكلات الصفية التي واجهتها. أوضحت المعلمة أنها واجهت مشكلة في الصفين السابع والثامن (الذكور) بسبب تشتت المتعلمين وعدم انتباههم وانشغالهم بالأحاديث الجانبية أثناء الشرح. بعد التحليل والتفكير في الأسباب المحتملة لهذه المشكلة، قررت ميساء أن تقوم بتغيير بعض ممارساتها التعليمية. ومن بين هذه التغييرات: تنويع أساليب التعليم والأنشطة التعليمية، وإتاحة الفرصة للطلاب للعمل في مجموعات والتفاعل مع بعضهم، واستخدام الإشارة في إدارة الصف أو يمكن تسميته «الإدارة بالإشارة». كما قامت ببناء علاقة دافئة مع المتعلمين تستند إلى الاحترام والتعاطف، وتجنب الإهانة والتعنيف. هذه التغييرات ساعدت في رفع مستوى انتباه المتعلمين وتركيزهم، وإقبالهم على التعلم

تجربة المعلم مصعب فشافشة
يصف المعلم مصعب فشافشة تجربته في تحسين تدريس الرياضيات لطلابه. بعد إجراء اختبار تشخيصي لمهارات المتعلمين، صنفهم إلى أربعة مستويات حسب أدائهم، وعدَّل خطة الدروس لتلائم مستويات المتعلمين. في درس تحويل الكسور العادية إلى الصورة العشرية بطريقة القسمة الطويلة، لاحظ المعلم أن المتعلمين في المستوى الثالث والرابع لم يمتلكوا المهارات السابقة المطلوبة للقسمة، لذلك قام بتطوير خطة لتأسيسهم بالقسمة الطويلة. بعد الشرح، تتبع المعلم أداء المتعلمين ولاحظ تحقيق الأهداف التعليمية لطلاب المستوى الأول والثاني بنسبة 95%، ولطلاب المستوى الثالث بنسبة 60%، أما لطلاب المستوى الرابع فلم يتحقق ذلك بسبب عدم معرفتهم السابقة بالقسمة الطويلة. بعد ذلك، قام المعلم بتقسيم المتعلمين إلى مجموعات متجانسة حسب المستويات لتحسين تجربة التعليم، وقام بتوزيع بطاقات تعليمية على المتعلمين تحتوي مسائل رياضية تناسب قدراتهم. فمثلا قام بتوزيع بطاقات تحتوي مسائل رياضية ملائمة لطلبة المستوى الثالث، بينما قام بتوزيع مسائل قسمة بسيطة على طلاب المستوى الرابع، وتم تزويدهم بإرشادات للمساعدة في الحل.