مرحبًا بكم في هذا الإصدار الأول باللغة العربية من مجلة «تمكين التعليم»، والذي تم إنشاؤه كجزء من مشروع إعداد كتّاب حول البحث الإجرائي في التعليم الجامع.

ما هو مشروع إعداد كتّاب حول البحث الإجرائي في التعليم الجامع؟
يقدم مشروع [1] «إعداد كتّاب حول البحث الإجرائي في التعليم الجامع» للمشاركين فرصة فريدة للتعرف على البحث الإجرائي واستخدامه في سياقاتهم التعليمية المتنوعة، ثم كتابة خبراتهم للنشر. يُشجَّع المشاركون في البرنامج على التفكير بعمق وبشكل ناقد في موضوعات التعليم المختلفة، ولا سيما العوائق التي تحول دون وصول المتعلمين -ات ومشاركتهم وإنجازهم في التعليم وكيفية التغلب عليها.

جاءت فكرة مشروع إعداد كتّاب حول البحث الإجرائي في التعليم الجامع من رغبة شبكة تمكين التعليم [2] في الحصول على المزيد من المحتوى المكتوب والمتاح باللغة العربية ليتم إضافته لمكتبة مصادر الشبكة. تهدف شبكة تمكين التعليم إلى مشاركة الخبرات العملية لأصحاب المصلحة في مجال التعليم لتطوير وتنفيذ مناهج تعليم شاملة للجميع. ولكن، إمكانية الوصول إلى المحتوى باللغة العربية كانت تشكل تحديًا لشبكة معلومات عالمية مثلنا، خاصة مع التحديات المالية المحدودة. قبل عدة سنوات، قمنا بتطوير مجتمع اللغة العربية التابع لشبكة تمكين التعليم [3] لتعزيز مشاركة المعلومات وعقد المناقشات التفاعلية بين أصحاب المصلحة في مجال التعليم الناطقين باللغة العربية. وبينما نشارك بالفعل مواد مترجمة إلى العربية من لغات ومصادر أخرى مكتوبة لمناطق أخرى من العالم، إلا أننا نسعى جاهدين للحصول على المزيد من المحتوى من منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا مكتوبًا باللغة العربية. لذلك، أدركنا أننا بحاجة للمساعدة في تعزيز قدرة أصحاب المصلحة على تحقيق هذا الهدف، ومن هنا وُلِدَ البرنامج.

لقد صممنا البرنامج باللغة العربية استنادًا إلى العمل الذي قامت به شبكة تمكين التعليم منذ 20 عامًا لدعم أصحاب المصلحة في إفريقيا من خلال تطبيق البحث الإجرائي وتطوير مهارات الكتابة. ومنذ ذلك الحين، يعتمد كل ما تقوم به شبكة تمكين التعليم – سواء كانت أنشطة الشبكات أو الاستشارات التي تقدمها – على مبادئ البحث الإجرائي لتعزيز البحث النقدي والتحليل والتغيير في التعليم (دورة البحث الإجرائي «انظُر، فكّر، افعل).

ماذا حدث خلال البرنامج إعداد كتّاب حول البحث الإجرائي في التعليم الجامع؟
جمعت الجولة الأولى من المشروع مشاركين -ات من مختلف البلدان العربية خلال الفترة من 2022 إلى 2023. شملت المشاركة في هذه الجولة المعلمين وأولياء الأمور ومناصري التعليم الجامع والتعليم وقت الطوارئ، الذين تم اختيارهم من خلال عملية التقديم، حيث شاركوا في ورشتي عمل تفاعليتين أقيمتا على منصة Zoom و قد تناولتا البحث الإجرائي وتطبيقاته في سياقاتهم التعليمية. خلال هاتين الورشتين، تم جمع الخبرات القيمة وتبادلها، كما استُكشِفتُ طرق تعزيز التعليم الجامع في مجتمعاتهم. وعلى صعيد المهارات، تعلم المشاركون مهارات التحدث وإجراء المقابلات ومهارات الملاحظة – وهي جميعها جوانب أساسية للبحث الإجرائي.

اختار المشاركون -ات عدة مجموعات لتركيز أبحاثهم العملية عليها، بما في ذلك المتعلمين اللاجئين والأطفال ذوي الإعاقة والآباء والمعلمين في البيئات التعليمية. من خلال المناقشات المثيرة والملهمة، وصل المشاركون -ات إلى موضوعات بحثية متنوعة تتناول مجموعة واسعة من المسائل، ابتداءً من تعزيز الدافع التعليمي لدى الأطفال وصولاً إلى ضمان تضمين الفئات المهمشة مثل الأطفال ذوي الإعاقة والأطفال اللاجئين في المدارس العامة.

و بالنسبة لمستويات المشاركة في المشروع فقد جعلته مثيرًا بشكل خاص وليس فقط خلال ورش العمل. حيث استمرت التفاعلات بين المشاركين وبيني باستخدام تطبيق WhatsApp على مدار العام. و قمنا باستخدام هذه المنصة لمشاركة الخبرات وتحديثات التقدم والاستفسارات. كما قمت بالتواصل المباشر مع المشاركين بشكل فردي لتقديم الدعم الفني والإرشاد حول كل ما يتعلق بالبحث الإجرائي وكتابة المقالات وتحريرها. أصبح مجتمع WhatsApp هذا مكانًا للمحادثات المستمرة حتى بعد انتهاء المشروع.

كتابة المقالات والمزيد من المشاركة
كتب المشاركون -ات في البرنامج مقالاتهم وزادوا مشاركتهم في الأنشطة البحثية في مجتمعاتهم. كما قاموا بصياغة المقالات وتم التعاون معهم في التعديلات حتى وصلنا إلى النسخ النهائية التي ستجدونها في هذا المنشور.

امتد تأثير المشروع إلى أبعد من دعم المشاركين في البحث وكتابة المقالات لشبكة تمكين التعليم. كان المشاركون متحمسين لمشاركة خبراتهم عن طريق المدونات والتفاعل مع المواقع والمؤسسات التعليمية في بلدانهم، بهدف تشجيع المزيد من المعلمين على المشاركة والاستلهام من تجاربهم.

خاتمة
تتمحور نظرية التغيير لشبكة تمكين التعليم حول ثلاثة مجالات هي التعاون والتبادل والتأثير. وقد ساهم البرنامج بشكل كبير في تحقيق هذه المجالات. فقد تعاون المشاركون مع بعضهم البعض في رحلاتهم البحثية والكتابية، وتبادلوا الأبحاث وخبرات التعليم الجامع مع بعضهم البعض، و كما أنهم أثروا على أصحاب المصلحة الآخرين في مجتمعاتهم للمشاركة في قضايا التعليم الجامع. نأمل أن تؤثر مقالاتهم أيضًا عليكم أعزائي القراء وعلى العديد من المجتمعات التعليمية.

النسخة العربية من البرنامج هي مجرد البداية! سيستمر المشاركون في البحث والكتابة حول جعل التعليم أكثر شمولًا للجميع، وسيساعدون الآخرين على القيام بذلك أيضًا. تتطلع شبكة تمكين التعليم إلى تأمين التمويل لتمكين المزيد من مجموعات أصحاب المصلحة في مجال التعليم، في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ومناطق أخرى، للانضمام إلى الجولات المستقبلية لتوجيه الكتاب.

نشكر جميع المشاركين والمؤلفين في البرنامج الذين ساهموا في هذه الطبعة. نأمل أن تخدم المقالات أغراض تعزيز التعليم الجامع وتحفز على المزيد من النقاش والتبادل في هذا المجال المهم . نتطلع إلى مستقبل مليء بالإلهام والتحسن في التعليم لجميع المتعلمين في منطقتنا العربية.

أيمن قويدر هو منسق مجتمع اللغة العربية في شبكة تمكين التعليم ومستشار في قضايا الدمج والتعليم الجامع ومنسق برنامج عداد كتّاب حول البحث الإجرائي في التعليم الجامع
[1] https://bit.ly/eerar23-1
[2] https://arabic.eenet.org.uk
[3] https://bit.ly/eerar23-2