ريبون كومار ساركار / Ripon Kumar Sarkar

في هذه المقالة، يستكشف ريبون التعلم المنزلي لـ BRAC من خلال تكييف مختبرات اللعب التي تعمل في سياقات إنسانية منخفضة الموارد. كما توضح هذه المقالة كيف ساعدت هذه الأشياء في الحفاظ على أحلام الفتيات حية في بنغلاديش خلال جائحة كوفيد-19.

لماذا كان التركيز على النوع الاجتماعي مهمًا أثناء الجائحة؟

تهيمن التقاليد الأبوية على كل مجالات المجتمع في بنغلاديش. لذلك تواجه النساء والفتيات العديد من العوائق والتمييز، بما في ذلك محدودية الوصول إلى التعليم، والعنف ضد النساء والفتيات المتعلمات والموظفات. يمكن أن يكون لدى الآباء مواقف سلبية تجاه تعليم الفتيات والاستثمار في تعليمهن المبكر. ولذلك يعتبر تقليص وردم هذه الفجوة بين الجنسين في التعليم من أولويات منظمة BRAC.

على مدى العقود القليلة الماضية، أدى التعاون بين الحكومة ومنظمات التنمية إلى زيادة وصول الفتيات إلى التعليم وإتمامهن له. ومع ذلك، فقد أدت الجائحة إلى تباطؤ وتراجع هذا التقدم. لذلك كان هدفنا هو ضمان أن التركيز على النوع الاجتماعي كان أمرًا محوريًا لمعالجة الخلل في تعلم الأطفال المحرومين.

عرض إغلاق المدارس اثناء الجائحة الفتيات لخطر أكبر للتعرض للعنف، لا سيما تلك الفتيات اللاتي ينحدرن من خلفيات محرومة. على سبيل المثال، يزيد إغلاق المدارس من احتمالية تسرب الفتيات من المدرسة وبشكل دائم، ومن ثم الزواج المبكر، وفي النهاية عدم تمكنهن من تحقيق أحلامهن. بالإضافة إلى ذلك، ونتيجة لإغلاق المدارس لفترات طويلة، فإن المتعلمين أصبحوا عرضة لنسيان ما درسوه من قبل، مما يؤثر على أداء الفتيات اللاتي يجدن الفرصة للعودة إلى الفصل الدراسي عند إعادة فتح المدارس.

وما زاد الطين بلة، أنه كان هناك استثمار ومبادرة محدودين فيما يتعلق بتعليم الفتيات في بنغلاديش، لا سيما فيما يتعلق بتطوير منصات التعلم الافتراضية. تعاني العديد من العائلات من الخلفيات المحرومة و / أو الريفية من محدودية الوصول إلى الإنترنت أو وسائل الإعلام. تعد المنصات عبر الإنترنت ضرورية من إيجاد حلول مؤثرة للتعلم عن بُعد، لذا كان من اللازم توفير مزيدا من العناية عندما لا يتمكن العديد من المتعلمين من الوصول إلى الإنترنت أو الهواتف الذكية. لازالت هناك حاجة ماسة إلى المزيد من الاستثمار في التكنولوجيا وتطوير مبادرات التعلم المنزلي التي يسهل الوصول إليها، وخاصة بالنسبة للفتيات.

تصميم نماذج مختبر براك بلاي

تعاونت مؤسسة براك BRACفي عام 2015، مع مؤسسة ليغو لتقديم نموذج من مختبر اللعب الأصلي. وقد تم تكييف هذا المختبر وإعادة تصميمه في برنامج مختبرات اللعب الإنسانية (HPL). تم تصميم نموذج تطوير التعلم هذا لتعزيز اللعب كأداة تعليمية عالية الجودة وفعالة من حيث التكلفة. ويستخدم هذا المختبر منصة تعليمية آمنة للأطفال حتى سن 6 سنوات للاستمتاع بالتعلم من خلال العلاج باللعب.

ونتيجة لـ جائحة كوفيد-19، أعادت مؤسسة براك BRAC تخصيص مختبرات اللعب لتقديم التعلم عن بعد لأطفال الروهينجا خارج المدرسة الذين يعيشون في كوكس بازار. يستهدف التعلم من خلال مختبرات اللعب الإرشاد النفسي والاجتماعي والنمو الجسدي وتطور الأطفال المشردين والنساء الحوامل والأمهات في بيئة إنسانية.  يتم تشغيل نموذج برنامج مختبرات اللعب الإنسانية HPL من خلال الأنشطة المنزلية، والمساحات الصديقة للأطفال، ومراكز التعلم. وتعد مختبرات براك للعب كمراكز مجتمعية للتعليم المبكر.  دعمت هذه المختبرات التطوير الاجتماعي والنفسي واللغوي لأكثر من 100000 طفل في بنغلاديش وتنزانيا وأوغندا حتى الان.

 وبحسب التجارب المستقاة من مخيمات الروهينجا، فإن ميسرو اللعب قاموا بتقديم  جلسات تعلم عن بعد، ركزت على اللعب الجسدي والأغاني والقوافي والقصص والأدوات الثقافية التقليدية والتي تدعم تعلم الأطفال ونموهم. أدت جلسات النظافة الأساسية إلى تحسين تدابير السلامة ضد كوفيد-19. وقد ركزت جلسات الاستشارة على الصحة العقلية والرفاهية لمعالجة ضغوط المتعلمين وقلقهم بشأن الفيروس ونزوحهم من وطنهم الأصلي، ميانمار.

يعد الراديو منصة مفيدة لتوفير التعلم الأكاديمي والاجتماعي. لذلك كانت محطة راديوبراك BRAC المجتمعية – Radio Pallikantho (صوت المجتمع الريفي) في مولفيبازار، شمال شرق بنغلاديش – منصة شائعة أثناء الجائحة. ركزت برامج هذه الإذاعة على مختلف الموضوعات الأكاديمية والاجتماعية، بما في ذلك الأعمال الدرامية حول زواج الأطفال، وقضايا صحة الفتيات المراهقات والعنف ضد النساء والأطفال. تم تسليم أحد برامج التعلم المنزلي، Radio School ، من خلال محطات راديو مستأجرة ، عندما كان الوصول إلى مختبرات اللعب Play Labs وحزمة راديو المدرسة Radio School التي تبثها BRAC محدودًا.

إلى جانب برامج مختبرات اللعبPlay Labs، تتبع مؤسسة براك BRAC نهجًا شاملاً لدعم المتعلمين المحرومين، مع إيلاء اهتمام خاص للحفاظ على أحلام الفتيات على قيد الحياة. وقد تم توفير التغذية والمساعدات الغذائية والتحويلات النقدية لمن يحتاجون إلى دعم إضافي. لضمان التركيز على الحفاظ على أحلام الفتيات على قيد الحياة، تمت إحالة المتعلمين وعائلاتهم إلى برامج الدعم الأوسع لـ BRAC: على سبيل المثال التمويل الأصغر التنوع والعدالة بين الجنسين؛ والتمكين الاجتماعي والحماية القانونية.

إيصال التعلم عن بعد أثناء الجائحة

أثناء جلسات التعلم المنزلية، يتواصل المعلمون مع مجموعات صغيرة من 3 إلى 4 طلاب لجلسات مكالمة جماعية عبر الهاتف. مدة كل درس من هذه الجلسات حوالي 15-20 دقيقة. ويساعد استخدام خيار التكلفة المنخفضة لاستخدام الهاتف البسيط في تجنب الانقطاعات في خدمة الإنترنت ويضمن وصولاً أوسع للأطفال من الأسر ذات الدخل المنخفض.

يلعب المعلمون دورًا مهمًا في جعل هذه الجلسات ممتعة وعملية. لذلك يقدمون الدروس المجدولة مرتين أو ثلاث مرات في الأسبوع. وهذا يشمل المواد التي يتم تدريسها في المناهج الدراسية العادية على سبيل المثال، (البنغالية، واللغة الإنجليزية والرياضيات، وقضايا الصحة العقلية، والنظافة الشخصية والتعليم المرتبط بالتباعد الاجتماعي). والهدف الرئيسي من كل هذا هو التأكد من أن والدي الفتيات يمكن أن بأهمية وقيمة تعليم بناتهم.

تكون جلسات التعلم المنزلي شاملة قدر الإمكان، ويتم إجراؤها عبر الهاتف لتشمل المتعلمين من المجتمعات المهمشة والمحرومة، والمتعلمين ذوي الإعاقة. وفي هذه الجلسات يستجيب المعلمون لاحتياجات التعلم الفردية المتنوعة لطلابهم، مع الانتباه إلى إعداد وتقديم دروس جيدة. ومن المهم أن يسهل الوصول إلى أهداف التعلم ويفهمها المتعلمون. ولمزيدا من الفعالية يتلقى المعلمون التدريب والتوجيه حتى يتمكنوا من تحفيز الطلاب ودعمهم بكفاءة.

يقوم المعلمون بإجراء جلسات شخصية عندما يحتاج المتعلمون إلى دعم إضافي، أو لا يستطيعون الوصول حتى إلى أبسط الهواتف المحمولة، حيثما أمكن ذلك. وفي هذه الجلسات يتبع المعلمون احتياطات السلامة مثل ارتداء قناع والتباعد الاجتماعي. بالإضافة إلى ذلك، لضمان فعالية جلسات التعلم المنزلية، يتم إجراء عمليات المراقبة والمتابعة. يقوم مختبر الابتكار الاجتماعي ومعهد التطوير التربوي بتقييم تأثير هذه المبادرة.

الاستنتاجات

للتغلب على التمييز القائم على النوع الاجتماعي، تعطي مؤسسة براك BRAC في بنغلاديش الأولوية لمقاربات تعميم مراعاة المنظور الجنسانية لتمكين المجتمعات المحرومة، وخاصة النساء والفتيات المحرومات. واجه الآباء ومقدمو الرعاية تحديات مختلفة خلال جائحة كوفيد-19، والتي أثرت على التحصيل التعليمي لجميع الطلاب، وخاصة الفتيات. تُشرك مختبرات اللعب عن بُعد التابعة لـ BRAC الفتيات في عمليات التعلم والمشاركة المرحة. في حين أن غالبية أصحاب المصلحة المملوكين للدولة والقطاع الخاص قد أغلقوا عملياتهم، أطلقت BRAC أنشطة التعلم المنزلي القائمة على الموارد، لربط الفتيات المقيمات في المنزل.

مراجع

[1] https://bit.ly/EER10-13

[2] https://bit.ly/EER10-14

[3] https://bit.ly/EER10-15

[4] https://bit.ly/EER10-27

[5] https://bit.ly/EER10-16

[6] https://bit.ly/EER10-17

ريبون هو نائب مدير في BRAC التعلم والقيادة وزميل البحوث في جامعة راجشاهي.

بريد إلكتروني: ripon.kumar@brac.net