Su Corcoran, Helen Pinnock and Rachel Twigg
في العام 2020 قامت شبكة تمكين التعليم بإجراء استطلاع للعمل على تطوير مواد التعلم المنزلي للأسر ذات الدخل المتدني. وبدورنا نشارككم النتائج التي تم التوصل إليها من المشاركين في سوريا.
الأساس المنطقي للمشروع
لقد أدى إغلاق المدارس كنتيجة لجائحة (كوفيد-19) لأن يتحمل أولياء الأمور مسؤولية تلبية احتياجات أطفالهم التعليمية أثناء تعلمهم في منازلهم. لذلك كانت هناك زيادة في عدد موارد التعلم المنزلي عبر الإنترنت ودروس البث التلفزيوني أو الإذاعي. ولكن التركيز كان أقل على دعم التعلم المنزلي للمتعلمين ذوي الإعاقة الذين ينتمون إلى اسر ذات دخل منخفض. . قامت شبكة تمكين التعليم بشراكة مع المنظمة النرويجية لذوي الإعاقة بتطوير إرشادات ومواد لتعزيز أنشطة تعليمية مناسبة وقابلة للتحقيق ولا تسبب ضغوطات لجميع المتعلمين من اجل اختيار المحتوى
قدم استطلاع عبر الإنترنت لمحة سريعة عن أوضاع التعلم المنزلي من منظور الآباء والأسر والمهنيين التربويين في 27 دولة. إضافة لذلك قام العاملون الإحصائيون من المنظمة النرويجية لذوي الإعاقة في زامبيا وجامعة الولاية في (زانزيبار) بإجراء استطلاع عبر الهاتف مع 97 عائلة ومقدمي الرعاية والأوصياء. وتبين من النتائج المحتوى اللازم للمراجع.
نحن هنا نقوم بالتركيز على النتائج من شمال سوريا حيث تم إغلاق المدارس الدامجة بشكل كامل. ويمكن الاطلاع على تقارير البيانات ومنشورات أخرى عبر الرابط التالي:
https://bit.ly/EER10-12وفير التعلم المنزلي
ركز التدخل المتمركز للتعلم المنزلي على الدروس التلفزيونية والإذاعية وبعض المواد عبر الإنترنت المقدمة من قبل وزارة التربية والتعليم. كانت هناك مخاوف من المستجيبين من أن هذه الأساليب كانت ذات إشكالية. بالإضافة أنه لم يتم تكييف المواد التعليمية المتاحة للأطفال ذوي الإعاقة. ومع ذلك كانت هناك أمثلة واضحة على التدخلات التي دعمت المتعلمين وخاصة من ذوي الإعاقة.
لم تقدم معظم المدارس الحكومية أي دعم تعليمي بعد الإغلاق. ومع ذلك ، تضمنت التدخلات المحلية ما يلي :
- – البرامج التعليمية التكميلية المتلفزة المدعمة من خلال وسائل التواصل الاجتماعي
- -توفير مواد مطبوعة
- قامت المنظمات غير الحكومية بالتنسيق مع المدارس الليلية للاستفادة من إمدادات الكهرباء الأكثر موثوقية وإشارات الإنترنت الأقل ضعفا.
- -قيام المعلمين بإنشاء مجموعات متابعة على المنصات مثل تطبيق (واتساب) لتقديم إرشادات لأولياء الأمور والمتابعة والدعم وفق ً للمستوى الدراسي للطلاب
كان من إحدى الابتكارات التي أشاد بها المستجيبون هو استمرار توفير المتخصصين للمتعلمين ذوي الإعاقة في الأشهر الأولى من الجائحة حيث قامت مراكز التعلم والمجتمع بالتواصل مع أولياء الأمور من خلال مجموعات عبر الإنترنت حيث يشارك الآباء المحتوى (الصور ومقاطع الفيديو والصوت) لدعم تعلم أطفال بعضهم البعض. كما قامت المراكز بتقديم دعمًا مستهدفًا مثل مقاطع فيديو بلغة الإشارة للمتعلمين الصم وكذلك تم تقديم دعم سمعي، بصري، وحركي، ومعرفي في الأوقات التي تطلب الامر إلى ذلك .
يتم تقديم هذا الدعم في شمال سوريا، بالعادة من قبل المنظمات غير الحكومية فقط. ولكن ولسوء الحظ وعلى الرغم من فعالية المبادرة إلا أنها استمرت لبضعة أشهر فقط خلال الجائحة لأنه لم يتم تجديد تمويل المشروع. أبرز أولياء الأمور الفرق بين “وجود” الأطفال في مراكزهم التعليمية والتعلم عن بعد. فقد شعروا أن الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة قد عانوا من الضياع في النظام التعليمي بعد إغلاق المراكز من الأمور الإيجابية التي ذكرها المستجيبون هو التدريب المقدم للمعلمين على استخدام الهواتف والكاميرات لتسجيل دروسهم. ومع ذلك فقد بقي وصول المعلمين إلى الموارد اللازمة لإعداد دروس التعلم عن بعد على منصات مثل (زوم ) و (صفوف جوجل) مصدر قلق لهم. بالاضافة، كان هناك قلق من أن المعلمين بحاجة إلى مزيد من المساعدة للاستعداد لدعم انخراط المتعلمين في المنصات عبر الإنترنت. إن الافتقار إلى الإنترنت بجودة مقبولة يعني أن تجربة التعلم عن بعد عبر الإنترنت لم تكن دائمًا فعالة.
توصيات من المشاركين في الاستطلاع
- قدم المعلمون وأولياء الأمور من سوريا والذين أكملوا الاستبيانات عدة توصيات لتحسين الاستجابة التعليمية نحو الجائحة منها:
- تحسين التنسيق والوصول إلى الموارد والوسائط الرقمية بشكل أكثر تناسقا مع المناهج الدراسية (على سبيل المثال، منصة تعليمية يسهل الوصول إليها حيث يمكن العثور على جميع الدروس – التي يقدمها مدرسون أكفاء – وتتوفر النصوص المطبوعة لدعم أولئك الذين لديهم وصول محدود إلى التكنولوجيا)
- -تحسين التواصل بين أصحاب المصلحة في مجال التعليم بحيث يتضمن:
- تواصل أفضل بين المدارس والمتعلمين حول استخدام الإنترنت والتلفزيون والراديو لدعم التعلم في المنزل؛
- اشتراكات في الإنترنت عالية الجودة التي تتيح الاتصال المباشر بين المتعلمين والمعلمين؛
- تزويد المدارس بالمعدات التي يمكنهم استخدامها في الأزمات (مثل أدوات الاتصال عبر الإنترنت والهواتف المحمولة وما إلى ذلك)
- إدراك أهمية إشراك المتعلمين ذوي الإعاقة والحفاظ على التركيز على روتينهم اليومي وتقديم أنشطة لتطوير معارفهم ومهاراتهم العملية.
الخبرات المشتركة والفرص الفريدة
لقد حددنا ثلاث مجالات رئيسية للتعلم أثناء تحليلنا لاستجابات المسح من سوريا:
-1 يؤدي إغلاق المدارس إلى تفاقم استبعاد الأطفال وجعلهم يتعرضون للخطر.
أدى إغلاق المدارس إلى زيادة الانقسامات الحالية بين المتعلمين حيث أن الآباء حاولوا خلق توازن ما بين وظائفهم وإعالة أطفالهم، أو يفقدون عملهم ودخلهم، أو أنهم افتقروا إلى الوقت والثقة و / أو مستويات معرفة ليقوموا بدور المعلم . كما أن العائلات الأكثر فقرًا لم تتمكن من الوصول إلى التعليم عبر التلفزيون أو الراديو أو المنصات عبر الإنترنت.
-2 السياق والترابط والتعاون يحدث فرقًا
كان التعليم في شمال سوريا مركزيًا وبشكل هادف.
قام كل من المعلمين وأولياء الأمور بوصف الدعم اللازم للوصول إلى العائلات، بما في ذلك تلك العائلات التي لديها أطفال ذوي إعاقة.
كان التعاون والتواصل المحلي الأقوى ما بين سلطات التعليم والأسر حول التعليم هي مفاتيح النجاح .
كما قامت المنظمات غير الحكومية بتزويد السلطات التعليمية بالدعم الفني والعملي ، مما أدى إلى تحسين دعم التعلم المنزلي من خلال الشبكات الصغيرة .
-3 المعلمون: مورد مجتمعي عند إغلاق المدارس
تشير الحسابات الإيجابية للتواصل إلى أنه يجب معاملة المعلمين كمصادر مهمة للتعلم المنزلي في مجتمعاتهم، خاصة للأطفال الأكثر استبعادًا. يمتلك العديد من المعلمين هواتف محمولة يمكنهم استخدامها للوصول إلى العائلات المحلية وجمع المعلومات وتقديم المشورة إذا تم تزويدهم بحزم المكالمات أو البيانات. كما يمكن للمدارس أن تصبح مراكز لمشاركة المعلومات عبر الهاتف عندما يكون الاتصال بالإنترنت محدودًا. وهذا قد يتطلب توفير موارد سريعة ومبتكرة ولكن يمكن أن يكون مجال تركيز مفيد للشركاء الداعمين ايضاً.
الخلاصة
أشارت نتائج استطلاع نفذته شبكة تمكين التعليم إلى مرونة المشاركين في سوريا في مواجهة إغلاق المدارس. وقد تجذر هذا في شبكات الدعم الموجودة مسبقًا والقدرة على صنع القرار وتنسيق سلطات التعليم الإقليمية. كما أننا بحاجة إلى فهم دور المعلومات المحلية وشبكات الدعم المتبادل بشكل أفضل وكيفية استخدامها من قبل المجموعات ذات المشاركة المنخفضة في التعليم. فالقيادة المدرسية وأعضاء لجان المدرسة والمعلمين يحتاجون إلى الأدوات اللازمة ليصبحوا جزءًا نشطًا من تلك الشبكات عندما تكون المدارس مفتوحة فهذا سيعزز من “مرونة التعليم المجتمعية” عندما يتعين إغلاق المدارس. كما يمكن للمعلمين أن يكونوا ناشطين في مجال التعليم في مجتمعاتهم المحلية و لديهم الدافع لتحديد الأطفال الذين لديهم احتياجات دعم إضافية والدعوة للحصول على دعم إضافي . إن اتباع النهج التصاعدي لتوفير التعليم في حالات الطوارئ يساعد الممارسين وصناع القرار على التوصية بمزيد من التعلم عن بعد بشكل محلي بحيث يكون دامجا وكذلك دعم التعلم المنزلي .
(سو) هي مسؤولة برنامج شبكة تمكين التعليم وباحث مشارك في جامعة مانشستر متروبوليتان. (هيلين) مستشارة في شبكة تمكين التعليم. (راشيل) معلمة في مدرسة ثانوية وباحثة دكتوراه في جامعة مانشستر متروبوليتان وقد انضمت إلى فريق الشبكة كمتدربة في مشروع جامعة مانشستر متروبوليتان (رايز) وتطوعت بوقتها جنبا إلى جنب مع التدريس . يمكنكم التواصل عبر مكتب شبكة تمكين التعليم