لوز موجتار- منديتا و اجناسيوكالدرون – المندروس/ Luz Mojtar-Mendieta and Ignacio Calderón-Almendros
بدأت هذه القصة تتشكل في مايو 2020، اثناء فترة الحجر الصحي المطولة التي سببتها جائحة كوفيد-19. قامت مجموعة من طلاب المدارس الثانوية من مجتمعات متنوعة في إسبانيا بتجديد نشاطهم من أجل احترام التنوع البشري ووضعت دليلًا لتشجيع الطلاب الآخرين على تشكيل استجابات مدارسهم لمثل هذا التنوع.
لقد قمنا بجمع 16 شابًا تتراوح أعمارهم بين 12 و19 عامًا، تمت دعوتهم للمشاركة في مبادرة تصور وبناء المدارس التي يرغبون في أن يكونوا فيها. وتضم المجموعة طلابًا حققوا نجاحًا أكبر أو أقل في المدرسة، وتضمنت المجموعة الاختلافات في الطبقة الاجتماعية والقدرات والنوع الاجتماعي والعرق، التوجه الجنسي، من البيئات الحضرية والريفية.
كان من الأهمية بمكان أن يشعر كل عضو في المجموعة بأهميته لنجاح المشروع، ولكن كيف سنفعل ذلك؟
تطوير مجتمع افتراضي
في البداية، قمنا بدعوة أعضاء هذه المجموعة من أجل مشاركة خبراتهم المدرسية الشخصية والتعرف تدريجياً على بعضهم البعض.
خلال الاجتماعات الافتراضية الأولية، شعرنا أن جميع أنواع الأسئلة كانت قد مرت في اذهان هؤلاء الشباب، مثل: ماذا أفعل هنا؟ لماذا تمت دعوتي؟ في هذه المرحلة، لم يكونوا يعرفون بعضهم البعض، وربما بدا أنه لم يكن هناك سوى هامش قليل يوحدهم، نظرًا للتنوع داخل عضوية المجموعة.
مثل كل البدايات، لم يكن من السهل إقناع هؤلاء الشباب، الذين كانوا غرباء عن بعضهم البعض، بالتحدث، ومع ذلك، شيئًا فشيئًا، أصبح ما بدا وكأنه اجتماعات عمل أصبح محادثات حقيقية بين الأصدقاء وجدوا فيها اهتمامات وتفضيلات مشتركة. استمر ذهابنا للقاء بعد ظهر كل خميس على مدار عام واحد، وذلك من أجل تطوير الدليل الذي اقترحناه وتحويله إلى حقيقة واقعة.
خلال هذه اللقاءات، لم يُطلب من أي أحد من هؤلاء الشبان التحدث عن الإعاقة أو العرق أو الجنسية أو الظروف الصحية. علاوة على ذلك، لم يكن أحد بحاجة إلى التحدث عن أي شيء تجعلهم يشعرون بأنهم مختلفون عن البقية. لم يكن هذا ضروريًا – لقد كانوا كذلك. لم يكن أحد أفضل من الأخر. ومع ذلك، كانوا جميعا أفضل مع بعضهم البعض، ولم يكن من الضروري شرح ذلك لأنهم تعلموه من خلال التواجد معًا.
بهذه الطرق، تم تشكيل مجموعة شاملة، تم إنشاؤها من خلال عدم تجانسها ومن خلال تطوير العلاقات فيما بين اعضائها. ونظرًا لوجود الكثير من التنوع في هذه المجموعة، لم يكن المشاركون بحاجة إلى التحدث عن الفئات التي تقوم في باضطهادهم مدرسة، ولكن عن العوائق التي تواجههم بسبب هذه الفئات. وهذا يصب في قلب المقترح: إنشاء مجموعة تسمح ببناء مقترحات شاملة لأشخاص آخرين. كان من الضروري أن يجربوا في المقام الأول حقيقة الشعور بأنهم جزء من المجموعة، وأن يكونوا قادرين على التعلم وأن يكونوا ذو قيمة فيها.
تحديد محتوى الدليل
أصبحت اللقاءات أكثر وأكثر إثارة للاهتمام، كلما زادت نقاشات هذه المجموعة حول الجوانب التي يريدون تحسينها في المدرسة. على سبيل المثال: الوحدة. مشاعر التهميش والعزل؛ وعبء الواجب المنزلي، وتأثير نظام التقييم؛ والعقوبات والملل، وتأثير الامتحانات والتحديات المتعلقة بالصحة.
كان دورنا كباحثين هو الاستماع بعناية إلى هذه المناقشات لإثراء المقترحات للجلسات المستقبلية. قمنا بتحليل كل جلسة مسجلة لالتقاط كلمات الطلاب وبدء اتجاهات جديدة لمزيد من الحوار. وبالتالي يمكننا مراجعة الجوانب المختلفة التي تشكل سياسات وثقافات وممارسات مدارسهم، والعلاقات الاجتماعية وكيفية تنظيم عمليات التعليم والتعلم.
أضاف استماع مجموعة من الباحثين الجامعيين باهتمام قيمة إلى العمل التعاوني للطلاب. مع العلم أنه كان هناك دعمًا منهجيًا وعلميًا لتصميم الدليل، الأمر الذي منحهم الأمان لمزيد من التفصيل. يمكننا أن نرى احترام الذات لكل فرد، وثقتهم في بقية المجموعة، تنمو شيئًا فشيئًا.
في كل أسبوع، كنا نقوم بجمع أفكار الطلاب وتطوير التصنيفات لمساعدتهم على تصميم مقترحات للاجتماع التالي. شجع ذلك محادثاتهم ودعمهم لتولي دور الباحثين. وعندما تصبح المحادثات متكررة، مع عدم وجود أفكار جديدة، نقوم بإنهاء اللقاءات ودعوتهم لتحليل التسجيلات.
كتابة المنتج النهائي
بحلول هذا الوقت، أصبحت كلمات العديد من هؤلاء الشباب – الذين تم التقليل من شأنهم وتجاهلهم في مدارسهم – هي النص الذي يجب دراسته. لقد استخرجوا أهم الأفكار وأنتجوا التحليلات وصنعوا مقترحاتهم الخاصة. لقد حددوا الحواجز التي أنشأتها المدارس، بدلاً من التركيز على خصائصهم الخاصة. لقد أدركوا قيمتهم الخاصة، على المستوى الشخصي وفي علاقاتهم. إننا نشعر أن الإنجاز الرئيسي للعملية التي اتبعناها كان دعم الطلاب ليصبحوا مدركين أنهم ليسوا وحدهم ولديهم القدرة على تقرير واقعهم الخاص.
باستخدام الموضوعات التي اختاروها، قمنا بتطوير مقترحات لتحسين المدرسة – لمساعدة الأولاد والبنات الآخرين على بناء المدرسة التي يرغبون في أن يكونوا فيها. وبهذه الطريقة، تم تشكيل الدليل الذي يمكن الوصول إليه – الذي أنشأه الطلاب للطلاب. يقدم “كيفية جعل مدرستك شاملة” 1 نصائح خطوة بخطوة لتسهيل تنفيذ المقترحات المقدمة، ويدعو المجموعات الأخرى إلى إنشاء مقترحاتهم الخاصة.
انتهت عملية إعداد الدليل بزيارة احتفالية إلى مدريد للالتقاء وجها لوجه، واحتضان بعضنا البعض، وقضاء عطلة نهاية الأسبوع معًا، والالتقاء بوزير التعليم الحالي في إسبانيا. هناك، أخبر الشباب بيلار أليجريا عن التمييز الذي يواجهون والحاجة إلى تعزيز “مدرسة للجميع” عبر مجتمع التعليم بأكمله. وبالفعل أيدت الوزيرة مقترحاتهم. وأصبح أولئك الذين كانوا يعانون في صمت بسبب الوحدة والعزل والتمييز في معايير المدرسة الحالية يدركون الآن أنفسهم كعوامل قيمة للتغيير من أجل تحويل النظام – قادرين على مرافقة الطلاب الآخرين في رحلاتهم الخاصة نحو الإنصاف والاعتراف. يا لها من مهمة متمردة ومفعمة بالأمل!
يتم تمويل هذا المشروع البحثي من قبل وزارة العلوم والابتكار والجامعات الإسبانية (RTI2018-099218-A-I00). يمكن تنزيل الدليل الإسباني “كيفية جعل مدرستك شاملة” (Cómo hacer inclusiva tu escuela) هنا: https://bit.ly/EER10-28
لوز هو مدرس مساعد للدراسات العليا وإيجناسيو أستاذ مشارك في كلية العلوم والتعليم وجامعة ملقة.
بريد إلكتروني: luzmojtar@uma.es ؛ ica@uma.es