أراكسيا سفاجيان / Araksia Svajyan
تقدم أراكسيا في هذهِ المقالة الخطوط العريضة للبحث الذي أجراه مركز يريفان الجمهوري التربوي النفسي، والذي يركز على إدراج الأطفال ذوي الاحتياجاتِ التعليمية الخاصة في الحصول على التعليم عن بعد في أرمينيا أثناء جائحة كوفيد-19.
اعلنت أرمينيا حالة الطوارئ في ١٦ مارس ٢٠٢٠، وتحول نظام التعليم بأكملهِ إلى نظام التعلًم المنزلي. كان هذا بمثابة تحدٍ خطيرًا للغاية، حيث أن الانتقال إلى التعلّم عن بعد كان قرارًا مرتجلًا، دون أي إجراءاتٍ مسبقة. لذلك قامت مستوياتٌ مختلفة من نظام التعليم في ارمينا بترتيبِ وتنفيذ دعم التعلّم المنزلي فيما يتعلق بمختلفِ الأشكال، والموارد، ومستويات القدرات، ومجموعات الأدوات المساعِدة المتاحة.
إن توفير التعليم عن بعد يعني تلبية احتياجات المتعلمين في ١٤٠٣ مدرسة، أي ما يساوي أكثر من ٤٠٠٠٠٠ طالب و ٨٢٧٧ متعلمًا من ذوي الاحتياجاتِ التعليمية الخاصة (SEN). الجديرُ بالذِكر، أن المركز التربوي-النفسي الجمهوري كان قد أجرى بحثًا لفهمِ كيفيةِ وصولِ الأطفال ذوي الاحتياجاتِ الخاصة إلى التعلّم المنزلي خلال الفصل الدراسي الثاني من العام الدراسي” ٢٠١٩-٢٠٢٠”. لقد أردنا حرفياً تحديد التحدياتِ التي واجهها الطلاب، ومعلموهم والفريق التربوي النفسي، بالإضافة إلى أولياء أمورهم.
تم إجراءُ هذا البحثِ في جميع المدارس الثانوية، وفي ٢٠ مركزًا إقليميًا للدعم التربوي والنفسي (RPPSCs) ، والتي بدورها تدعم المدارس. وقد اشارت النتائج التي توصلنا إليها إلى أنه من الممكنِ تعميم تجارب التعلّمِ المنزلي، وتقديم الدعم الإضافي للأطفال من ذوي الاحتياجاتِ التعليمية الخاصة في أرمينيا. أشارَ المعلمون والمهنيون الذين شاركوا بالبحث إلى أن بعض الأطفال وجدوا بالفعلِ فصولًا ناجحةً عبر الإنترنت. ومع ذلك، لم يكن ثمّةَ نهجٌ كاملٌ ومنتظم لتوفير الدعم للتعلّم المنزلي، ولم يكن العديد من المتعلمين قادرين على المشاركةِ بنشاط، مما تطلب توفير حلولٍ بديلة.
الدروس المستفادة
كانت هناك مجموعةٌ متنوعةٌ من التحديات للتنظيم الفعال، لتنفيذ دعم التعلم المنزلي. ويتعلقُ ذلك بمحو الأميةِ الرقمية للمعلمين، وبقدرةٍ الأطفالِ على الوصولِ والمشاركةِ في الفصولِ الدراسية عبر الإنترنت. وكانت التحدياتُ أكثر وضوحًا بين المعلمين والمتعلمين الذين يعيشونَ في المجتمعاتِ الريفيةِ، وأُسر الفئاتِ الضعيفة.
لقد وجدنا أن:
- غالبًا ما كانتِ الفصول عبر الإنترنت عبارةً عن دروس فيديو، حيث يتحدث المعلمون إلى الطلاب ويعرضونَ عليهم مواد جديدة. لم يتمكن المعلمون وبشكلٍ عام من استخدام مجموعاتِ أدوات التعلّم عن بعد الأخرى لإجراء المزيد من الدروس التفاعلية، وكانَ الطلابُ يواجهون صعوبةً في الفهم. هنا نضع بعينِ الاعتبار أن المعلمين قد كافحوا لمراقبةِ ومتابعة مشاركة الطلاب أثناء الفصول الدراسيةِ عبر الإنترنت، وخاصةً لضمان مشاركة المتعلمين من ذوي الاحتياجاتِ الخاصة.
- كانتِ المشاركة في عدةِ فصول دراسية عبر الإنترنت يوميًا مرهقة، خاصةً لطلابِ المدارس الابتدائية. كان بعضُ الأطفال من ذوي الاحتياجاتِ الخاصة قادرينَ على الالتحاقِ والمشاركة ولكن بشكل سلبي في الفصول الدراسية عبر الإنترنت، ولكنَ العديد منهم كافحوا للانضمامِ من المنازل دون أيّ دعمٍ إضافي. كما أنّهم لم يرغبوا في الجلوسِ أمام الشاشاتِ واتباع التعليمات، وقد قطعَ البعضُ منهم الدروس، أو تجادلوا مع أولياءِ أمورهم في سبيلِ مشاهدة أفلامِ الكارتون، أو لعبِ ألعاب الفيديو.
- لقد دأبَ الآباء وكافحوا في سبيل اتقانِ المواد التعليمية، ودعم تعلّم أطفالهم، خاصة أولئك الآباء الذين لديهم العديدُ من الأطفال في الأسرةِ الواحدة. كان هذا الأمرُ أكثر صعوبةً بالنسبة لأولياءِ الأمور الذين لديهم أطفال ذوي احتياجاتٍ خاصة، والذين عانوا من أجل التكيّف مع مواد التعلّم العامة التي لم تكن مصممةً بشكلٍ عام لخطط التعليم الفردية.
- لم يكن من الممكن للأطفال الذين لا يمتلكون حواسيب شخصية، أو هواتف ذكية، أو شبكة انترنت أن يشاركوا في الفصول الدراسية على الانترنت. وحتى عندما يتوفر جهاز واحد فقط في المنزل، غالبًا ما يُنظر إلى مشاركة أطفال النوع العصبي على أنها أكثر أهمية من تعليم اشقائهم من ذوي الاحتياجاتِ التعليمية الخاصة.
- كان من الصعب بمكان ضمان حماية البيانات الشخصية للأطفال أثناء الفصول الدراسية عبر الإنترنت. وقد ازدادت حالات التنمر عبر الإنترنت، مما جعل الأطفال من ذوي الاحتياجاتِ التعليمية الخاصة أكثر عرضة وضعفا، وقد انقطع عدد منهم عن التعليم أو شاركوا جزئيًا فقط.
كان لعدم كفاءة الفصول الدراسية عبر الإنترنت والعبء النفسي والبدني على المعلمين والطلاب وأولياء الأمور تأثيراً على مشاركة الأطفال مع من ذوي الاحتياجاتِ التعليمية الخاصة.
لقد وجدنا أن:
- كان وجود وحضور الأطفال في الفصول الدراسية عبر الإنترنت غير ذي جدوى لأنهم لم يشاركوا في هذه الدروس على الاطلاق.
- لم يتم تطوير الفصول عبر الإنترنت لمراعاة خطط التعليم الفردية للأطفال ذوي الاحتياجات التعليمية الخاصة، لذلك كان حضورهم في هذه الفصول رسميًا في كثير من الأحيان.
- حضر الفصول الدراسية عبر الإنترنت بشكل أساسي الأطفال الذين هم من ذوي الاحتياجات التعليمية الخاصة وخاصة من ذوي الإعاقات الخفيفة. اما أولئك الذين يعانون من مشاكل أكثر وضوحًا لم يتمكنوا من الوصول إلى الفصول التي تستهدف جميع المتعلمين.
- تم تعويض الفصول المفقودة إما بدروس فردية من قبل المعلمين، أو كلف المعلمون الآباء بمهام للقيام بها مع أطفالهم في المنزل.
- لم ينضم بعض الأطفال إلى الفصول الدراسية اليومية عبر الإنترنت، و بدلاً من ذلك تفاعلوا مع طبيب نفساني أو معالج النطق أو المعلم الخاص الذي يعمل معهم.
- وجد المعلمون صعوبة تنظيم الأنشطة عبر الإنترنت للأطفال الذين يعانون من ضعف في النطق والسمع.
- كان من الصعب في كثير من الأحيان أثناء الجلسات عبر الإنترنت إنشاء اتصال عاطفي مع الأطفال الذين يعانون من احتياجات تعليمية خاصة.
- أثر البقاء في المنزل، وقلة التواصل مع الأقران، واستحالة المشاركة في الأحداث المختلفة، بشكل مباشر على التركيز والسلوك والتواصل والتنشئة الاجتماعية لجميع الأطفال خلال الفصول الدراسية عبر الإنترنت، وخاصة أولئك الذين هم من ذوي الاحتياجات التعليمية الخاصة.
- وجد اختصاصيو التربية صعوبة في العمل عن بُعد وخاصة مع الأطفال المصابين بالتوحد و / أو مشاكل الصحة العقلية، حيث وجدوا صعوبة في التواصل مع المتخصصين من خلال الشاشة.
- كان من الصعب تقديم الدعم الإرشادي عن بُعد، حيث لم يكن لدى الأطفال في كثير من الأحيان إمكانية الوصول إلى مكان خاص منفصل، حيث يمكن مناقشة مشاكلهم النفسية وتقديم الدعم.
تطوير الدعم التربوي
طور مركز علم النفس التربوي الجمهوري كتيبات للمعلمين والمهنيين وأولياء الأمور لمساعدتهم على دعم المتعلمين من ذوي الاحتياجات التعليمية الخاصة للوصول إلى التعلم عبر الإنترنت. قدمت هذه الكتيبات إرشادات لتطوير المهارات التقنية والمنهجية الخاصة بهم ومهارات طلابهم. كما ركزت الإرشادات المنهجية على تنمية المرونة لتلبية الاحتياجات التربوية والاجتماعية والنفسية للأطفال ذوي الاحتياجات المختلفة.
تم تطوير كتيبين اثنين، أحدهما للآباء والآخر للمتخصصين، حيث ستساعد النصائح المنهجية الموجودة فيهما كلاً من المتخصصين وأولياء الأمور على تنظيم تعليم الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة عبر الإنترنت.
إنه من الممكن أن تستخدم هذه الكتيبات في المستقبل أيضًا، لأن غالبًا ما يكون هؤلاء الأطفال مرضى أو يعيشون في المناطق الريفية حيث لا يوجد متخصصون (طبيب نفساني، معالج النطق) وأحيانًا يكون من الضروري تنظيم دعمهم النفسي والتربوي عبر الإنترنت.
أراكسيا سواجيان هي أستاذة مشاركة ودكتوراه في الجامعة التربوية الحكومية الأرمنية ومديرة المركز التربوي النفسي الجمهوري في يريفان ، أرمينيا.
Email svajyanaraqsya41@aspu.am
Website www.hmk.am