مايك وامايا” و “سو كوركوران / Mike Wamaya and Su Corcoran
يقوم مشروع “Elimu-إيليمو” بتوفيرِ برامجٍ خارج المنهجِ الدراسي تعمل على إعادةِ بناءِ ثقة متعلميّ المدارس الابتدائية، كما أنّ المشروع يعمل أيضاً مع شبكاتِ المدارس، وأولياء الأمور لتقديم الدعم، وإبقاء الأطفال في المدرسة (يمكنك مراجعة مقالتنا في تمكين مراجعة التعليم 9). عندما انطلقَ الحجرُ الصحي استجابةً لـ “كوڤيد-١٩”، كانت العديد من العائلات التي نعمل معها قد فقدت مصادرَ دخلها الرئيسيةِ بالفعل. في هذا المقال، سوف نشرحُ كيف قمنا بتكييف دعمنا للمتعلمين في كيبيرا – أكبرِ مستوطنة غير رسمية في كينيا – أثناء الجائحة.
خلفية حول المشروع
يتعاملُ مشروع إيميلو مع الأطفال الذين يلتحقون غالباً بالمدارس الأهلية في كيبيرا، والذين تعتمد أسرهم على الكَدّ في سوق العمل غير الرسمية. على سبيل المثال، قد تعملُ الأمهات في منازل الآخرين، في حينِ أن الآباء يقومون بممارسة مهنة البناء. وقد تضمّنت إجراءات التخفيف التي وضعتها الحكومة حظرَ تجوالٍ يستمرُ من الغسق حتى الفجر، وحجرٍ صحيٍ جزئيٍ، وأوامر بالبقاء في المنازل، مما يعني أنهم لن يكونوا قادرين على العمل، وبالتالي لن يتم دفع أجورهم.
كانَ الوضع هو ذاته بالنسبة للمدرسين، والطهاة، وعمال النظافةِ في المدارس التي اعتمدت على الرسوم المُسددةِ لدفع أجورهم، ونتيجةً لذلك فقد أصبحوا فجأةً غير قادرين على دفع ثمن الطعام، والاحتياجات الأساسية لأطفالهم.
اتجهَ أصحابُ المتاجر المحلية لفتح باب الدَين للزبائن المنتظمين، ولكن ذلك جعلهم يكافحون في سبيل إعادة تخزين المؤَن، مما أثر على قدرتهم على تناول الطعام. كما أدى إغلاقُ المدارس إلى توقف توفير الوجبات المدرسية. لذلك، في كيبيرا، كانت أوامرُ الحجر الصحي الإجبارية التي فرضتها الحكومة قد جَلبت العديد من المشكلات للأطفال إضافةً إلى معاناتهم في سبيل التعلم في منازلهم بموارد محدودة.
أمّا بالنسبةِ لوزارة التربية والتعليم، فقد وضعت عدة تدابيرَ لمواصلة التعلم من خلال منصات الإنترنت والبث الإذاعي والتلفزيوني، ولكن العديد من الأطفال في كيبيرا لم يتمكنوا من الوصول إلى هذه المبادرة، وقد أُجبر بعضهم على القيام بأنشطةٍ مُدِرة للدخل لأسرهم بسبب فقدان سبل عيشها.
من خلال التعامل مع العائلات المحلية، وجد مشروع إيليمو أن ثمة أيضًا:
- زيادة في إهمال كبار السن.
- زيادة في نسبة تعرضِ الصغار لعمالة الأطفال، وإساءة معاملتهم عبر الانترنت، وبأشكال عنف وإيذاء أخرى..
- زيادة في نسبة الإعياء، والتعرض للأسقام بالنسبةِ لأولئك الذين يعانون من حالاتٍ مرضية سابقة، والذين يواجهون صعوبةً في الحصول على المساعدة خلال فترة الحجر الصحي.
- زيادة العنف الأسري، والعنف الجنساني، بالإضافة إلى إدمان الكحول والمخدرات.
- زيادة في مشاكل الصحة العقلية، وخاصةً الاكتئاب.
ولأن سلامة الأطفال، وبقاءهم على قيد الحياة كان شغلنا الشاغل، شرعنا في مواجهة بعض هذه التحديات، بهدفِ ضمان عودة أكبرعدد ممكن منهم إلى المدارس حالَ إعادة فتحها.
توفير سلال غذائية
كانت مهمتنا الأولى هي ضمان وصول شبكاتنا إلى أحدث المعلومات حول الفيروس، واللوائح الحكومية ذات الصلة. أمّا مهمتنا الثانية فقد قررنا فيها جمع التبرعات لتوفير السلال الغذائية للأسر المحتاجة ليتجاوزوا فترة إغلاق المدارس، والتي تم تمديدها حتى نهاية عام 2020 تقريبًا.
لقد قمنا بتصميم هذا البرنامج على غرار برنامجنا حول صحة الدورة الشهرية، والذي يبقي الفتيات في مدارسهن خلال فترةِ حيضهن. أننا نقوم بشكلٍ أساسي بتحميل أصحاب المتاجر المحليين مسؤولية التوزيع، حيثُ ترتبط الفتيات بمتجر محليّ يحصلنَ منه على الفوط الصحية المجانية دون الحاجة للسفرعبر كيبيرا كل شهر، كما أن البائعون المحليون يجنون من ذلك الفائدة أيضاً. أردنا تطبيق نفس النظام لتسهيل وصول الأطفال وعائلاتهم إلى السلال الغذائية القريبة من المكان الذي يعيشون فيه، وضَع في عين الاعتبار أننا من خلال توفير الطعام محليًا، فإننا نُبقي المتاجر في نطاقِ العمل.
والجديرُ بالذكر، أن تقديم المساعدات الغذائية أتاحَ للأطفال وأسرهم الحصول على الطعام في الوقت الذي لم يكن فيه الوالدين قادرين على العمل، كما أنه أيضاً مَنَع الإعتلال الصحي المرتبط بالجوع، ومنحهم أفضل فرصةٍ ممكنة تُمكنهم من النجاة في حالِ أصيبوا بالفيروس. أضف إلى ذلك أنها ردعت الأطفال وعائلاتهم من المخاطرةِ والتقاط العدوى بسبب حاجتهم الماسة للخروج والعثورعلى الطعام. كما أننا قمنا بتوفير الصابون والمواد الأخرى اللازمة لتلبيةِ احتياجات النظافة.
وبالإضافة إلى استهداف الأطفال والمعلمين الذين كانوا معروفين بالفعل في مشروع إيميلو، فقد استهدفنا كذلك العائلات التي لديها أفرادٌ معاقون، أو الذين كان مُعيلهم مريضًا، أو الأسر التي يعيلها أطفال.
# نحن نرقص
وتعتبر دروس الرقص واحدة من أهم الأنشطة الرئيسية التي يتبناها برنامج إيليمو. حيث نقوم بتدريس الباليه وغيره من أشكال الرقص المختلفة كجزءٍ من برنامجنا خارج المناهج الدراسية، كما أننا من خلال منتصتنتا تطلّعنا إلى جمع التبرعات لبرامج دعم كوڤيد-١٩ الخاصة بنا. وقد قام مايك وعدد محدود من زملائه ببث دروس رقصٍ أسبوعية مباشرة على منصةِ فيسبوك.
وننوه إلى أن هذه الجلسات كانت متاحة عالميًا. إن استخدام منصة وسائط اجتماعية يعني أنه يمكن للأشخاص حضور الفصل مباشرة، أو الوصول إلى التسجيلات لاحقًا عندما تكون خدمات الكهرباء والانترنت متوفرة. وقد كانت دروسنا هذه عبر منصتنا بمثابة حافزٍ شجعت أولئك الذين انظموا إلينا من خارج كيبيرا ليتبرعوا كتلبيةِ لمناشداتنا، وقد كانت تبرعاهم بالمقابلِ لدروس الرقصِ التي يحضرونها.
تركيزنا على الفتيات
تأثرت الفتيات المراهقات على نحوٍ خاص بسببِ هذهِ الجائحة؛ فنيتجةً لإغلاق المدارس، كان هنالك ازديادٌ ملحوظ في عددِ حالات حمل المراهقات. ومن خلال العمل في إطار الأنظمة التي وضعتها وزارة الصحة، قمنا بإنشاء فصول تعليمية غير رسمية للمراهقات. وبالإضافة إلى ذلك، قمنا أيضاً بتنظيم اجتماعات يوميةٍ في المساحة الآمنة لـ مشروعِ إيميلو، لمناقشة القضايا المتعلقة بالصحة والحقوق الجنسية والإنجابية، كما أننا قمنا بإعداد الغداء معًا. ونضعُ بعين الاعتبار أن أنشطة المطبخ كانت قد أنعشت مهارات الطبخ، وأتاحت فرصًا لتطوير العلاقات التي أصبحت أساسًا لنظامٍ قويٍ لدعم الأقران.
وبالإضافة إلى الصحة الجنسية والإنجابية، فقد أجرينا جلسات رقص، وعالجنا قضايا أوسع تتعلق بالانتقال مرة أخرى إلى التعليم الرسمي عندما يُعاد فتح المدارس مرة أخرى.
دعم العودة إلى المدرسة
حتى بعد إعادة فتح المدارس، ناضلتِ العديد من العائلات لتوفير الغذاء لأطفالها، حيث أن فرص العمل أصبحت محدودة بسبب الوباء. وليكن بالحسبانِ أننا فتحنا مطبخنا، وقدمنا لكلِ طفلٍ وجبةً مغذية ودافئة، لنتأكد من أنه يمكنهم التركيز على تعليمهم بعد عودتهم من المدارس، أو حضور الدروس المباشرة التي نقدمها في مركزنا مستخدمين حواسيهم.
ولا يزال برنامج “المطبخ المفتوح” مستمراً في عام 2021، إذ أنه يستهدف الأطفال المراهقين ليمكنهم من الوصول إلى مختلف الأنشطة الخارجة عن المناهج الدراسية، ويساعدهم على إنشاء العلاقات في الوقت الذي يُعِدون فيه وجباتهم معاً. ونحن فضلاً عن ذلك، نناقشهم كي نعِي ونفهم طبيعة المشاكل التي يواجهونها حين يعودون إلى المدرسة، لا سيما المتعلمون في سنتهم الأخيرة من الدراسة الابتدائية الذين يستعدون للامتحانات الوطنية، ويحاولون تعويض الفترات الهامة من التعلم والتي فاتتهم خلال السنةِ الماضية.
في الوقت الذي هددت به أزمة كوڤيد-١٩ حياة الجميع، أعطى مشروع إيميلو الأولوية لتحسين الوصول إلى الإمدادات الغذائية، ومنتجات الصرف الصحي، ومعلومات موثوقة ودقيقة وفعالة في الوقت المناسب، حتى تتمكن العائلات من اتخاذ قراراتٍ مستنيرة بشأن هذه الجائحة. لقد لمّ برنامجنا شمل الشبابِ معاً – ووفر لهم فرصًا لبناء دعم الأقران، وزودهم بمساحاتٍ تساعدهم على التوقف، والتركيز والتفكير في وضعهم معًا.
مايك هو مدرس باليه ومؤسس مشروع Elimu. سو عضو في اللجنة الاستشارية لمشروع Elimu. www.projectelimu.org.